حديث زمزم لما شُرب له طعام طعم وشفاء سقم

هذه قصة قديمة سمعتها من رجل ثقة رحمه الله (حضر إلى مكة المكرمة رجل مغربي لأداء نسك العمرة) وسأل شيخ الكتبية بباب السلام عبدالفتاح فدا رحمه الله عن فقيه يسأله في أمر مهم فيما كان العالم الرباني السيد علوي عباس المالكي نازلا من بيته قاصداً الحرم ــ فارشد الشيخ عبدالفتاح السائل الى السيد علوي فلحق به وسلَّم عليه وسأله (عندي بنت مريضة في المغرب فهل ينفع الزمزم ان أنا شربته هنا بنية ان الله يشفيها وهي بالمغرب) فأجابه السيد علوي رحمه الله (ينفع إن شاء الله) ووجهه الى التضلع من زمزم مرتين صباحاً ومساءً ثلاثة أيام متتالية، ففعل الرجل وكان يهاتف بنته يومياً (رغم ضعف الاتصالات في ذلك الحين) وفي اليوم الأول أخبرته بنته المريضة انه وقع لها اسهال ونزل منها وسخ يميل الى السواد، وفي الثاني أخبرته انه اسهال وسط ونزل منها وسخ كأنه بُني وفي اليوم الثالث اسهال خفيف ووسخ عادي يميل الى الصفرة، وزال عنها ما تشكو منه من آلام في بطنها، وانتظر السيد علوي عند باب الدار وعند خروجه سلم عليه وقال له ما وقع لابنته فرد عليه السيد (ان صدق التوجه الى الله ــ واذا مرضت فهو يشفين) . ومما اتذكره اننا كنا عزمنا على زيارة المدينة نملأ جالونين سعة خمسة لترات لاهدائها المزوِّر وخاصة الخاصة ونشكر الله أن الزمزم ومن عدة سنوات يرسل بالوايتات الى المدينة والى الرياض والى غيرهما، وسمعت من احدهم (ان الزمزم يسقى كافة سكان المعمورة) ومن حوالي عشرين عاماً سمعت من فضيلة مدير مكتبة الأوقاف الشيخ عبدالمالك الطرابلسي ان على من كتب الله الجوار بمكة المكرمة وبالمدينة المنورة تبعات وواجبات مفروضة ــ واننا مقصرون ـــ فقلت له اذا كنت انت تقول انك مقصر وانت كنت في الطائف بعد رحيل الشيخ بهجت البيطار ــ مديراً لمدرسة تحفيظ القرآن لأكثر من عشرين عاماً وأنت الآن هنا في هذه المكتبة حيث ولد الرسول سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وتصلي والكعبة الشريفة أمامك ــ وتقول مقصر ــ فما هو حال مثلي فرد علي بكل أدب معروف عنه (لا تقل هذا يا عبدالرحمن ــ الناجي يأخذ بيد أخيه) ــ ولما ذكرت هذا لفضيلة الشيخ ابراهيم فطاني رحمه الله قال (الشيخ عبدالمالك كله أدب من رأسه إلى اخمص قدميه واعتذاره عن الأدب المطلوب لمن كتب الله الجوار ــ فهذا يا خياط هو عين الأدب) ومن هذه القصة من هذين الرجلين تعلمت الكثير فعليهما رحمة الله ورضوانه واللهم الهمنا رشدنا ووفقنا الى الخير والى الطريق المستقيم وتقبل منا القليل واعف عنا واغفر لنا وارحمنا انك على ذلك قدير وبالاجابة جدير والحمد لله رب العالمين.

الندوة 5/7/1430هـ