خصوصيات مكية في وجه العالم!

منطقة مكة المكرمة تحديدا أمامها اختبار وجها لوجه مع إصابات انفلونزا الخنازير في العالم كله وليس في السعودية وحدها! وإذا كانت كل دولة تواجه المرض بين رعاياها وحدهم، أي داخل نطاقها الجغرافي المحدود، فإن منطقة مكة المكرمة دونا عن كل بلاد العالم تواجه المرض عن كل بلاد العالم الأرضي.. والوارد مع كل إنسان قادم إليها من كل فج عميق! مكة ملتقى كل الزوار الكرام القادمين من مختلف القارات على الخريطة سواء من البلدان التي ظهر فيها المرض أو غيرها، فهي لا تقف موقفها دفاعا عن أهلها فقط أو سكانها فقط أو حتى عن السعوديين وحدهم. بل عن كل بلد من بلاد الدنيا.

وأمامنا موسمان أساسيان لحياة المسلم.. موسم العمرة، ورمضان آت، وموسم الحج هو أيضا ليس ببعيد! والتنظيمات الإدارية والاحترازية، إذا لم تبدأ هذا النهار.. لن تفلح إذا تأخرت! من الآن لا بد من إعلان ما هي الإجراءات التي سوف يلاقيها الزوار الكرام؟ نحن أمام محنة أثارت الذعر بين الناس ولا يجب الانتظار حتى تحل أيام المواجهة بل ينبغي التخطيط الفوري الموسع والواقعي والفعال لكيفية مواجهتها بأقل الخسائر الممكنة.
وإذا كان من أصول الشريعة وأصول الفقه حفظ حرمة النفس والمال ومنع الضرر عنها.. بل يعد الإضرار بهما من الأمور المنهي عنها بتأكيد جازم.. فكيف يكون الخطاب الديني للناس في هذه الأحوال التي يظهر فيها المرض يهدد العالم كوباء؟ كيف يقود الخطاب الديني الأمة في العتمة؟ وكيف يخرجها من الظلمات إلى النور؟ وماذا يجب على الجهات الرسمية الدينية أن تفعل دون أن تترك الزمام لشيوخ الفضائيات والدعاة الجدد؟

وهناك جانب آخر يدعونا الوضع الراهن للالتفات إليه وهو المتعلق بالشركات السياحية والمؤسسات المعنية بخدمات الحجاج والمعتمرين والمسافرين من وإلى بلادهم، فمن المعلوم أن هذه الجهات تستثمر رؤوس أموالها في هذه المواسم على اعتبارها المصدر الأساسي لنشاطها التجاري المربح فإذا لم يتم تدارس أوضاعها وسط هذه الظروف سوف تلحقها خسائر كبيرة، فكيف يتم حفظ مال زائر بيت الله إذا عدل عن السفر خوفا من الوباء؟ خاصة وأن عمليات الدفع والحجز تتم مبكرا في العادة فما هي إجراءات حفظ حقوق الناس؟

عكاظ 21/6/1430هـ