مكة المكرمة عاصمة الثقافة الإسلامية

كتب فضيلة الدكتور عبد الوهاب أبو سليمان مقال على حلقتين في صحيفة الوطن ، تحت عنوان (مكة المكرمة عاصمة للثقافة الإسلامية عام 2003م و الصمت المطبق) ، تحدث فيهما عن اختيار مكة المكرمة عاصمة للثقافة الإسلامية ، و أبدى دهشته مما أسماه الصمت المطبق ، و من الجهل و التجاهل لهذا الحدث الهام ، و الذي يكتسب أهميته و مكانته من أهمية و مكانة أم القرى ، تجاهل من قبل المسئولين عن وسائل الإعلام ، و الكتاب و الصحفيين ، و جهل من  بعض المسئولين أصحاب الهاجس الثقافي على مختلف مستوياتهم بهذا الحدث ..

و حُق له أن يندهش ، فقد حظيت مناسبات عدة بعناية و اهتمام المسئولين ، و جميع وسائل الإعلام المقروءة و المسموعة و المرئية ، مثل المهرجان السنوي للتراث و الثقافة (الجنادرية) ، و الرياض عاصمة الثقافة العربية ، و كذلك الاحتفال بالذكرى المئوية ، و هذه الأيام الاحتفال بمرور عشرين عاماً على تولي خادم الحرمين الشريفين .. و غيرها من المناسبات ..

و لسنا هنا بصدد تكرار الحديث عن مكة المكرمة ، و فضائلها ، و مكانتها ، و لكن حسبنا أن نشير إلى ما قاله ابن القيم رحمه الله في كتابه زاد المعاد فيما ينبغي أن تكون عليه مكة المكرمة ، إذ يقول في المجلد الأول ص 50: "و مما يدل على تفضيلها أن الله تعالى أخبر أنها أم القرى ، فالقرى كلها تبع لها ، و فرع عليها ، و هي الأصل ، فيجب ألاّ يكون لها في القرى عديل" .. انتهى كلامه يرحمه الله .

و لذلك كما قال فضيلة الدكتور عبد الوهاب أبو سليمان : "إن برنامج مكة شرفها الله عاصمة للثقافة الإسلامية) ينبغي أن يكون أنموذجاً مختلفاً عن كل المناسبات السابقة و اللاحقة ، إذا تم لنا تصور مكة المكرمة و استحضرنا ماضيها ، و حاضرها العلمي ، و دورها في العالم الإسلامي قديماً و حديثاً ، في برنامج علمي يشترك فيه العلماء و الأدباء و المفكرون من أقطار البلاد الإسلامية.." .

و مما أود أن أُبشر به الدكتور عبد الوهاب و جميع المهتمين أنه لا يكاد يمر مجلس من المجالس الأسبوعية لصاحب السمو الملكي الأمير عبد المجيد بن عبد العزيز أمير منطقة مكة المكرمة ، التي يجمع فيها مجموعة من الأهالي و المسئولين في مكة المكرمة ، إلاّ و يكرر على أسماعهم ما يؤكد المكانة العظيمة التي تحتلها مكة المكرمة في نفسه ، و استشعاره بأن خدمتها واجبة على كل أحد ، و أن شرف خدمتها و العمل فيها عظيم ، فخدمتها هي خدمة لله و ضيوفه و جيرانه .. لذلك لا أشك في أن سموه سيعطي مناسبة اختيار مكة المكرمة كعاصمة للثقافة الإسلامية في عام 2003م ما تستحقه من عناية و اهتمام ، و بما يليق بمكانة مكة المكرمة و تاريخها العريق الذي لا تبلغه أي مدينة على وجه الأرض ، و حسبنا دليلاً على ذلك أن الله سبحانه و تعالى فضلها على سائر المدن فسمّاها أم القرى ..

و الله ولي التوفيق ..

نُشر يوم : الثلاثاء الموافق:17/2/1423هـ  في صحيفة : الندوة        رقم العدد : 13233