محمد الزين.. العلم والأدب
سوف تبقى أم القرى زادها المولى عز وجل تشريفاً هي الحب، وسوف تظل أنشودة العمر يسطع نورها ليضيء الكون. اليوم في مقالي سأكتب عن نموذج مضيء شاب خرج من هذه المدينة من مهبط الوحي مشواره لم يكن مفروشاً بالورود مثله مثل كثير من الأمثلة المضيئة على جبين هذا الوطن الحبيب، ففي تلك الحقبة والزمن الجميل عرفت الدكتور محمد اسماعيل الزين ألف بيننا إخاء كبير عرفت فيه ود الصديق وشهامة الأخ وائتلفت حولنا دروب العلم والثقافة نوقع عليها خطانا المخضلة بالآمال الندية ونحن نمضي مع الركب نختلي أنوار الخير ومبادئنا الوضيئة. تجمعنا في تلك المجالس القراءة والدراسة والتمعن، ولكن محمد الزين يختلف بحبه للجميع وتواضعه ونبوغه الذي أكرمه به المولى عز وجل، فهو ابن أسرة علم معروفة فوالده الشيخ اسماعيل الزين الذي يعتبر رمزاً من رموز الفقه والدعوة الإسلامية وبعد وفاته بعد أن قضى رحلة علمية وحياة حافلة بطلب العلم والتدريس في الحرم المكي، فقدت مكة علماً وفقيهاً ورمزاً واليوم بفضل الله يحصل الدكتور محمد ابن الشيخ إسماعيل الزين على درجة الدكتوارة من جامعة أم القرى وكان عنوان الرسالة الاستدلال بالمصالح المرسلة في القضايا المالية المعاصرة. وقد أشرف على الرسالة الأستاذ الدكتور الشريف حمزة بن حسين الفعر، والرسالة عبارة عن مجلدين. المجلد الأول في الناحية النظرية وهي بيان ماهية المصالح المرسلة ومدى احتجاج العلماء بها، والمجلد الثاني في بيان أمثلة تطبيقية من القضايا المالية والتي تستند إلى دليل المصلحة المرسلة، وقد جاءت أهمية هذه الرسالة من عدة نقاط أهمها: ان موضوع المصالح المرسلة من المواضيع الهامة والتي لها تعلق بقضايا الأمة العامة، وأيضاً طرحت الرسالة عشرين مسألة من القضايا المالية والمصرفية بالخصوص والتوضيح الشرعي والضوابط الشرعية. ومحمد اليوم أستاذ بجامعة الملك عبدالعزيز بجدة بقسم الدراسات الإسلامية، وهو من خيرة شباب مكة الذين خرجوا بشباب ناهض وخلق كريم ونبل عواطف وتهذيب أخلاق، وروح متألقة تنم عن تربية وطيب أصل، بل يحمل من الاعتدال والوسطية والحب للآخر ما أعجز حقيقة عن التعبير به، حتى عندما كنا نتناقش في كثير من القضايا الفكرية أو غيرها كنا نلمس حبه للحوار والمناقشة وعدم إقصائه للآخر ولن أنسى ابتسامته الوضاءة التي يقابل بها كل زائر ويشعره بالأخ والقريب.
واليوم أجد من بواعث الكتابة وفي سياق الاجواء العلمية والتي كانت تحفل بها ديار الطهر والايمان نعم اجد من هذه البواعث وغيرها ما يحملني على الحديث عن ما عرفت عنك فأنت يا محمد الزين من النماذج المضيئة وأنت من الرجال الذين يستحق مشوارهم القراءة، وإنني اقول ان هذا الوطن الأغلى بين أوطان البشر لأنه موطن الرسالة التي ختم المولى بها رسالته الى البشر، وأنت نموذج مضيء على جبين هذا الوطن العزيز.
المدينة 11/6/1430هـ