جائزة التميز لمن يستحقها
لقي إشهار صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكة المكرمة رئيس مجلس مكة الثقافي (جائزة مكة للتميز) التي هي أول جائزة باسم مكة المكرمة، الكثير من الترحيب والتقدير من كافة أهل مكة المكرمة بجميع أطيافهم، كما حظي إعلان سموه أسماء الفائزين بجائزة مكة في دورتها الأولى بارتياح تام لما يمثله هذا التكريم من تقدير للعمل المميز الذي سيكون حافزا للتنافس ليس فقط لأداء الواجب وإنما للابتكار والإبداع في مختلف المجالات الاقتصادية والخدمية والاجتماعية والعلمية، خاصة أن سمو الأمير قد وصف الجائزة بالشاملة، ولم يستبعد إمكانية إضافة فروع أخرى لها متى ما دعت الحاجة إلى ذلك.
ومن هذا المنطلق فإني أستسمح سموه بأن أشير إلى الخبر الذي نشرته «عكاظ» يوم الثلاثاء 24/5/1430هـ تحت عنوان: «بروفيسور يعبد الطريق إلى الإسلام» وخلاصة ما جاء في الخبر: أن الدكتور عبد الله هادي القحطاني قد استغل إتقانه للغة الإنجليزية وحصيلته من العلم الشرعي في الدعوة إلى دخول الإسلام في الخارج، وذلك من خلال محاضراته الدينية التي يلقيها باللغة الإنجليزية في دخول الكثير من غير المسلمين إلى الإسلام في الدول التي زارها.
وتذكر «عكاظ» أن القحطاني أستاذ دكتور في كلية اللغات والترجمة في جامعة الملك خالد في أبها قد نال درجة البكالوريوس من كلية التربية قسم اللغة الإنجليزية في جامعة الملك سعود، التحق بعدها بكلية الآداب في جامعة ميتشغان في الولايات المتحدة الأمريكية وحصل على درجة الماجستير، ثم واصل الدراسة بنفس الجامعة حتى تخرج فيها عام 1413هـ بدرجة الدكتوراه، ومن رحلاته المتواصلة للعديد من الدول قام بدور الداعية للإسلام.
والذي أخلص إليه في هذا الخبر أن هذه الحالة بكل تأكيد ليست فريدة وما دام أن الجائزة كما نشرت عكاظ بنفس العدد يوم الثلاثاء 24/5/1430هـ تهدف إلى تشجيع الأعمال المميزة فرديا وجماعيا وتأصيل المبادئ الإسلامية في آداب المهن وإتقان العمل والارتقاء بمستوى الأداء والجودة وتوظيف التقنيات الحديثة في التطوير وتنمية الموارد البشرية.
أي نعم ما دام أن الجائزة تهدف إلى ما سلف فإني أرى ـ وإن كان الرأي لمن له الأمر ـ أن تمنح الجائزة لمثل الحالة التي أسلفت وللمتميزين في الدعوة للإسلام عموما، وأيضا لمؤسسات الطوافة المتميزة في أدائها، وكذا مؤسسات خدمة المعتمرين وخدمة حجاج الداخل إن ارتقت خدماتهم لدرجة التميز.
بل ليت الجائزة تمنح للمبتكرين من خريجي الجامعات وأساتذتها وهم كثر، وحتى للشركات المتميزة في أدائها، أو التي تنفذ مشروعات تعمير المناطق العشوائية بتفوق، فقد أشار سمو الأمير خالد الفيصل خلال إعلانه الجائزة إلى أن الاهتمام بالإنسان يأتي من منطلق «القوي الأمين» والقوي هو القادر على تحقيق أهداف وبرامج الرؤية الاستراتيجية ومشاريعها، والأمين هو الذي يحميها من الفساد وأن الجائزة تهدف إلى تأصيل القيم والمبادئ الإسلامية، وإثراء الواقع الحضاري الإنساني والاجتماعي لمنطقة مكة المكرمة وتكريس روح المنافسة بين البارزين.
وأختم بالذي ضمنه المربي الكبير الأستاذ أحمد العربي ـ رحمه الله ـ هذا البيت من الشعر الذي يقول فيه:
من هنا شع للحقيقة فجر
من قديم ومن هنا يتجدد
عكاظ 2/6/1430هـ