حراء... اسم مناسب!
اتفق مع الأخ الأستاذ فايز صالح جمال في رأيه الذي نشره حول جريدة الندوة التي ينوي مجلس إدارتها ترتيب أوضاعها المالية والإدارية والتحريرية، وأن المجلس يدرس من ضمن ذلك الترتيب تغيير اسم الجريدة لتصبح «مكة المكرمة»، أتفق مع رأي الأستاذ فايز في أن يكون الاسم الجديد للندوة هو حراء وذلك لأسباب عديدة أشار إلى بعضها الكاتب باختصار وأوردها هنا مفصلة مدعمة برؤية محب للندوة حيث عملت فيها ردحا من الزمن تحت رئاسة أستاذ الأجيال حامد حسن مطاوع وأقول بالله التوفيق.
أولا: إن جميع المؤرخين لتاريخ الصحافة يعلمون أن جريدة حراء أسسها الأستاذ صالح محمد جمال بمساعدة أخيه الأستاذ أحمد محمد جمال رحمهما الله، وأن جريدة الندوة أسسها الأستاذ أحمد السباعي رحمه الله، وأن الأخير باع جريدته التي أسسها لصاحبه الأستاذ جمال الذي رأى أن تدمج الجريدتان في جريدة واحدة باسم الندوة، ولست أدري إن كان ذلك قد تم بطلب من الأستاذ السباعي أو كان شرطا منه، أم أنه استحسان من الأستاذ جمال لاسم الندوة على اسم الجريدة التي أسسها هو «جريدة حراء»، ولكن ذلك هو ما حصل على أية حال. ثم جاء عهد المؤسسات الذي تم بموجبه إلغاء صحافة الأفراد لتستمر الندوة حاملة الاسم نفسه في عهد المؤسسات ولكن بقيادة إدارية وتحريرية جديدة، وقد انطبق الأمر نفسه على جميع الصحف التي أسسها أفراد مثل «عكاظ» والمدينة والبلاد.
ثانيا: إن «حراء» اسم جميل مرتبط بالمكان الذي نزلت فيه أول سورة من سور القرآن الكريم «غار حراء» وهو المكان الذي التقت فيه الأرض بالسماء ليكون إعلان الرسالة وبدء البعثة النبوية الشريفة وهو اسم مرتبط جذريا بأم القرى فلا أجمل ولا أكمل منه وهو اسم له جرس موسيقي حقيقي على اللسان، أما «دار الندوة» فإنها مكان معروف، روت كتب التاريخ أنه كان مكانا لحياكة المؤامرات ضد المؤمنين؟!
ثالثا: أما اسم مكة المكرمة الاسم الجديد المقترح للندوة فإن مكة المكرمة فوق رؤوس الجميع وفي قلوبهم ولكن الاسم يوحي بميلاد جريدة جديدة، وهذا أمر غير واقعي لأن ما هو حاصل ودائر إنما هو تحرك لتطوير جريدة قائمة، وفي حال جعل اسمها الجديد هو الاسم الذي دمج مع الندوة عندما آلت الجريدتان للأستاذ صالح جمال فإن صدور الندوة باسم حراء سيكون امتدادا طبيعيا لها وتكون أعدادها متسلسلة بلا انقطاع وهذا في صالح الجريدة وإثباتا بأنها جريدة ذات تاريخ عريق، وهو ما أشار إليه الأستاذ فايز جمال في مقاله الذي طرح فيه رأيه حول الاسم الجديد المناسب للندوة، وذلك كله لا يغني عن إصلاح حقيقي وشامل لأوضاع الجريدة والمؤسسة يمكن الجريدة من العودة إلى ميادين المنافسة ولو بمقدار.. ولست أدري كيف سيتم ذلك على أرض الواقع؟!.
عكاظ 29/5/1430هـ