سعودية في البيت الأبيض ..!

مطوفة سعودية ورثت الطوافة في الحرم المكي أبا عن جد حسب العرف الدارج. “فريال” سليلة أسرة “بيت المال” بمكة المكرمة، خاضت انتخابات الحزب الديمقراطي بولاية كاليفورنيا وحصلت على عضوية اللجنة المركزية وتحصلت في صورة غير مسبوقة في تاريخ الولاية على ستة آلاف صوت رغم أن عدد الأصوات المطلوبة كان 1500 صوت.

مفارقة أن من رشحها أمريكي يهودي الديانة والمصوتين لها أمريكيون بيض ويهود معتدلون فيما تجاهلتها الجالية العربية والمسلمة.

أسلم 7على يدها 4 رجال وسيدتان، من إنجازاتها إنشاء مدرسة وجمعية وجامع”التضامن” يردم فجوة غياب الدروس الدينية والعربية، حاصلة على ماجستير في التاريخ وماجستير في التعليم ورخصة في التربية الخاصة. في عهد الرئيس المصري جمال عبد الناصر ودعت السعودية وهي توشك على إكمال عقد من عمرها ..درست في كلية البنات في القاهرة لطلب العلم وتنقلت بين نيجيريا وانجلترا ثم إلى أمريكا لتلد أبناءها وتستقر وتمنح هويتها السعودية العربية المسلمة فرصا للاستقرار هناك.

عندما تتحدث عن مكة وخدمة أسرتها لحجاج البيت الحرام تلمع عيناها توقا إلى ذلك الزمن الجميل، تفخر بمجتمع مكة ودونت في كتابها حقبة تاريخية هامة شدت الأنظار إليها وإلى أصولها وديانتها، وإصدارها يدرس للطلبة في الجامعات الأمريكية وشجعها حجم الإقبال على قراءة الكتاب الأول أن تعمل على إصدار آخر وتؤرخ لمجتمع نساء مكة وشهادتها على الطوافة متطلعة إلى ترجمة كتابها للعربية قريبا.

سبق وترشحت لعضوية الكونجرس الأمريكي ومصممة على الترشح رغم شح الموارد تقول بإصرار “مستمرة حتى أحقق الفوز”. وتدرك أن أقصى ما ستصل إليه داخل أمريكا ـ لعدم ولادتها هناك بحسب القانون ـ هو عضوية “مجلس النواب أو مجلس الشيوخ”، ما يعني أن أبناءها – مثلا- أو أية طفلة أو طفل سعودي أو مسلم ولد في أمريكا (وما أكثرهم) يستطيع استلهام تجربتها وأن يطمح بلا حدود لترؤس أكبر دولة في العالم.

أتصور أن المرأة أكثر حلما وطاقتها على الصبر جبارة بحيث تصل إلى البيت الأبيض لو دعمت وفريال أكبر نموذج. إن دخول سيدة سعودية إلى البيت الأبيض الأمريكي ليست مهمة مستحيلة ومن الذكاء أن تنطلق المجتمعات العربية والمسلمة في دعم القياديين من أبناء الجاليات والتخطيط الجيد للمستقبل.

تزهو فريال أن أول حاكم لولاية كاليفورنيا هو “الفرادو” من أصول مسلمة هاجر من الأندلس، وبالطبع ستخوض فريال انتخابات 2010 بعد تجربة عام 2004 م و2008 م عرفها مجتمع كاليفورنيا ودعمها الكثير منهم ولكن المعيب أن يخذلها العرب والمسلمون والسعوديون خاصة.. ويصوت لها الآخرون!

عكاظ / السبت  14/5/1430هـ