إنارة الدجى في مغازي خير الورى

من أبرز علماء العصر الحديث وفقهائه العلامة المحدث القاضي حسن بن محمد مشاط الذي أمضى حياته في طلب العلم وتعليمه من خلال حلقته الشهيرة بالمسجد الحرام مع أنداده من العلماء والفقهاء من أمثال: السيد محمد أمين كتبي، والسيد علوي المالكي، والسيد أحمد العربي التباني، وغيرهم وغيرهم ممن وهبوا حياتهم لتدريس علوم الفقه والتوحيد والحديث واللغة والآداب بالمدارس وفي المسجد الحرام.

وفي مجلد أنيق وعلى نفقة الشيخ إسماعيل جمال الحريري – رحمه الله – تمت طباعة وإصدار كتاب: «إنارة الدجى في مغازي خير الورى»، وهو الكتاب الذي تولى شرحه العلامة المحدث الأصولي الفقيه القاضي حسن بن محمد المشاط – رحمه الله – وقدم للكتاب بدراسة مستفيضة صاحب المعالي فضيلة الأستاذ الدكتور عبد الوهاب أبو سليمان عضو هيئة كبار العلماء الذي يقول في ثنايا التقديم:

من أبرز الجوانب التي يحرص عليها الشارح رحمه الله هو استخلاص الفوائد والعبر من الأحداث مما يفيد الأمة الإسلامية، ويرفع من شأنها، ويعيد إليها أمجادها، قد يطول به الوقوف عند الحدث حسبما يمليه الموقف، وقد يقصر، وهو حريص كل الحرص على توجيه نظر القارئ بخاصة، والمسلمين بعامة إلى الإفادة من التجارب التي مر بها المسلمون في عصر النبوة، والخلافة الراشدة, والأخذ بالأسباب التي تقودهم إلى العزة والكرامة، وتباعد بينهم وبين أسباب الذل والانحطاط.

تتجلى هذه الروح منذ الصفحات الأولى من هذا الكتاب، ففي نهاية حديثه عن المغازي، وفضل علمها وتعلمها يقول: وإن النظر إلى ما لأسلافنا الكرام القادة في الحرب والسلم، من المقدرة الفائقة، والبطولة النادرة، والتضحية بالمهج الغالية في سبيل العقيدة الحقة، والمبادئ الفاضلة.. ما يملأ القلوب إيماناً بفضلهم، وإعجاباً بصنعهم، وإكباراً لجلائل أعمالهم، وحرصاً على التأسي بهم. وفق الله الأمة للنظر فيما لسلفها الصالح، حتى تفيق من غفلتها، وتنهض من كبوتها، وتتذكر بذلك ما كان لها من عظمة ومجد، فتعمل لاسترجاعه، وتتبوأ المكان اللائق بها، آمين). ثم يختم الدراسة بما نصه: كتاب «إنارة الدجى في مغازي خير الورى» شرح العلامة المحدث الفقيه الأصولي فضيلة الشيخ حسن محمد المشاط المكي قبل هذا وبعده.. مرآة صافية للروح الإسلامية الشفافة، والحس الإيماني القوي، ومشاعر الحب الصادقة الدفينة، التي يخفق بها قلب الشارح رحمه الله تعالى حباً لرسول الله صلى الله عليه وسلم وآل بيته وصحبه الأطهار، رضوان الله عليهم، وسلف الأمة الصالحين، فقد كان حديثه عن السيرة النبوية حديثاً يفيض إيماناً، يستجمع له مشاعره وإحساساته، إجلالاً وإعظاماً وخشوعاً، حديث المتأثر المتفاعل بما يقول، يحسه سامعه، ويدركه على قسمات وجهه مغرورق العينين، وقد أخضلت الدموع لحيته، فيسري تيار من التأثر والخشوع بين الحاضرين».

* آيـــــــــة : يقول الحق سبحانه وتعالى بسورة آل عمران: (وإذ أخذ الله ميثاق النبيين لما أتيتكم من كتاب وحكمة، ثم جاءكم رسول مصدق لما معكم لتؤمنن به ولتنصرنه).

* وحديــــث : قال صلى الله عليه وسلم: «لا يكمل إيمان أحدكم حتى يكون هواه تبعاً لما جئت به».
* شعر نابض :
والدهر يعطي الفتى ما ليس يطلبه
يومـــــاً ويمنعه من حيث يُطمعــه

عكاظ 2/5/1430هـ