نادي مكة الثقافي الأدبي واجهة مضيئة ومنارة اشعاع في مكة المكرمة مهبط الوحي ومنبع الرسالات السماوية ويمثل هذا المرفق طرحاً متميزاً ورؤية عميقة وصادقة وملتزمة للمشهد والخطاب الثقافي في هذا البلد الأمين، ولاشك أن هذا الحراك الثقافي والأدبي الذي نلحظه داخل أروقة هذا النادي على مختلف المستويات وعلى كافة الأصعدة ما هو إلا نتاج تضافر الجهود من قبل النخبة التي ترعى هذه الفعاليات، وأسعدني الشاعر المكي المهذب الاستاذ فاروق بنجر باهدائه العدد الثامن من مجلة ــ مكة الثقافية والاستاذ البنجر عضو هذا النادي العريق وهو من أبناء مكة الذين لهم بصمات على المسيرة الثقافية والشعرية، وهذه الدورية حفلت بالعديد من المواضيع التي تعكس صورة صادقة للأنشطة والاسهامات والانجازات التي حققها هذا النادي المكي.

والذي لفت نظري الفصل الجميل الذي أفردته المجلة لشريحة مهمة عانت كثيراً من الاقصاء والتهميش وهذه الشريحة هي الطفل، ولأهمية هذه الفئة العمرية ــ أقام النادي المتلقى حول ــ ثقافة الطفل ــ الهوية ومتغيرات العصر هذه الشريحة التي لازالت تواجه تحديات كبيرة الأمر الذي يتطلب منا جميعاً تغييراً على كل المستويات والممارسات، لاننا ننظر ونتطلع اليها كمحاور أساسية للمستقبل، وهذا التغيير يتطلب اشراك كل الوسائل الاعلامية والثقافية علي اختلاف اشكالها وبفاعلية كبيرة لأن هذه الوسائل طرفاً أساسياً وشريكاً في عملية التغيير، وكانت محاور هذا الملتقى المكون التراثي، والمستجدات والمؤثرات الثقافية والمدخلات التربوية، والتأليف في ثقافة الطفل وقد حفل الفصل بالعديد من الرؤى والطروحات لهذه الشريحة الذي يشكر نادي مكة الثقافي على هذه اللمسة بل ان هذا النادي أعطى الطفل حقه وفتح النوافذ ليتعلم الجميع كيف نتحاور معهم ونشاركهم ونستمع اليهم ونناقشهم، وانني أقول ان هذا الملتقى اعطى رسالة ــ تقول كلماتها ــ لا تغلقوا نوافذ العطاء في وجوه الاطفال لاسيما في هذا العصر الذي يعيش فيه الطفل وتتنوع فيه الثقافات وتتداخل فيه القيم الثقافية والإعلامية مع قيم ثقافة العولمة مما يتطلب توحيداً للجهود حتى يمكن الارتقاء بثقافة قادرة على جذب اهتمام هذا الطفل.

شكراً نادي مكة الثقافي على هذا الجهد الذي نسعد به في المشهد الثقافي المكي.

من الأعماق:

الطفولة هي حجر الأساس في بناء المجتمعات الحديثة، والطفل هو الثروة الحقيقية لأية أمة من الأمم ــ من كلمات ــ د. جبريل العريشي ــ عضو مجلس الشورى.

الندوة 1/5/1430هـ