كلام مسؤولين !

إذا نشرت الصحف خبرا أو أخبارا حول قرب تنفيذ مشاريع معينة محددة الوقت الذي سيبدأ فيه العمل في تلك المشاريع، ثم جاء الوقت المحدد ولم يبدأ العمل فإن التعليق الشعبي على ما نشر من أخبار أن يقال عنها بسخرية بليغة “إنها مجرد كلام جرايد”!، وكانت الجرايد وأهلها يتحملون ما يقال عنهم بروح رياضية، ولكن ماذا يمكن أن يقال في حالة وجود تصاريح صحفية لمسؤولين في الجهات ذات العلاقة أدلوا بها في مؤتمرات صحفية أو مناسبة رسمية، وتكون تلك التصاريح متضمنة مواعيد البدء في تنفيذ مشاريع خدمات حيوية ثم يمر الوقت فلا يحصل شيء مما صرح به المسؤول، وعلى سبيل المثال لا الحصر فقد قرأنا أخبارا وتصريحات تؤكد أن الطريق الموازي “بمكة المكرمة” الذي يوصل مدخل العاصمة المقدسة بالنسبة للقادم من جدة بمنطقة الحرم المكي الشريف ويمر على أحياء عشوائية وشعبية سوف يبدأ في شهر صفر من عام 1430هـ وأن معدات إزالة العقارات المنزوعة لصالح ذلك المشروع الكبير جاهزة للعمل ولكن شهر صفر جاء ورحل ودخلنا في ربيع الأول ومضى نصفه ولم تتحرك المعدات أو يبدأ تنفيذ المشروع فهل نقول عما نشر من قبل حول المشروع نفسه كلام جرايد؟ أم كلام مسؤولين؟!

والأمر نفسه ينطبق بصورة أشد وأنكى على فلل إسكان ذوي الدخل المحدود الواقعة بحي الرصيفة عند المدخل الغربي لأم القرى فهذه الفلل معطلة منذ ما يزيد على خمسة عشر عاما، ولم يتم استكمال تشطيبها ولم توزع على المستحقين للسكن الشعبي ولم تبع في المزاد ولم يتم اتخاذ أي إجراء سليم نحوها وإنما نقرأ ونسمع تصريحات عن قرب إنهاء مشكلتها ويتم في كل مرة تحديد موعد جديد للبدء في حسم أمرها، ولكن الموعد يمر بصمت وتبقى الفلل على ما هي عليه ثم يجدد موعد جديد يبشر بقرب الحسم ولكن الكلام يظل كلاما ولا شيء يحصل على أرض الواقع فهل نصف كل ما ينشر من تصريحات عن هذين المشروعين وغيرهما على أنه كلام جرايد وكيف يكون ذلك وما نشر إنما هو كلام مسؤولين؟ أفيدوني ولكم الأجر والثواب.

عكاظ 9/4/1430هـ