يأتيك ما بين الصلاتين !
فجأة وجد الناس في أم القرى أنفسهم في مواجهة صعبة مع حمى الضنك وبدأت مستشفيات مكة المكرمة تستقبل حالات عديدة من الإصابات، وقد جاءت هذه المواجهة دون سابق إنذار ووسط حالة من الاطمئنان بأن العاصمة المقدسة بعيدة عن هذا النوع من الحمى التي غزت محافظة جدة من قبل وزعم المختصون أنهم قضوا عليها فإذا بها تطل برأسها هذه الأيام بشراسة أرغمت المسؤولين في أمانة محافظة جدة على الاعتراف بوجود عشرات الحالات من الإصابات بحمى الضنك!، أما في أم القرى فقد لقي شاب من حي أجياد المجاور للمسجد الحرام وجه ربه متأثرا بالإصابة بحمى الضنك، ويوم السبت الماضي غرة شهر ربيع الآخر هاتفني زميل إعلامي من مقر إقامته في مستشفى الزاهر وأبلغني أن ثلاثة من صغاره قد أصيبوا بهذه الحمى وأنه هرع بهم إلى المستشفى إثر ارتفاع شديد في درجة حرارتهم وشعورهم بالدوار والقيء، وتوجد أمامه حالات عديدة تعاني من حمى الضنك وعلم أن حالات أخرى حُولت إلى مستشفى حراء العام، وبلغني أن زميلا لي في الرابطة منوم في مستشفى حراء بعد إصابته بهذه الحمى، ولأن صديقي المتصل إعلامي «ويحك الصدأ» فقد سأل الطبيب المعالج عما رآه من حالات مصابة بحمى الضنك فرد عليه بقوله «ربنا يستر!» وذكر له أن البعوض الناقل لحمى الضنك يميل إلى اللون البني وأنه يعيش ويتكاثر في المياه النظيفة مثل خزانات المياه وتجمعات الأمطار والمسابح ونحوها وأن له في اليوم غزوتين إحداهما بعد الفجر حتى ترتفع الشمس، والأخرى قبل الغروب، فيصيب من يصافحهم من الغافلين لتبدأ معاناتهم مع الحمى التي لم يصب بمثلها المتنبي وشركاه!، ولأنني كنت معتادا على الترفيه عن أطفالي قبيل الغروب في المساحات المحدودة من الخضرة المجاورة والمتوسطة للشوارع المكية لعدم وجود حديقة واحدة عامة في أم القرى فقد أعلنت لكافة أفراد الأسرة أنه لا خروج بعد اليوم للأطفال أو الكبار في الفترة الخطيرة المشار إليها حتى تضع حمى الضنك أوزارها، ثم بدا لي عدم كتمان ما علمته فكانت هذه الكلمة. أما جهات الاختصاص فليس لدي ما أقوله لها لأنه لا فائدة من طق الحنك في مواجهة حمى الضنك!!.
عكاظ 3/4/1430هـ