القطار والمشروع المنتظر

.. تنفيذاً للتوجيهات السامية بضرورة الإسراع في تنفيذ مشروع توسعة شبكة الخطوط الحديدية بالمملكة، قامت المؤسسة العامة للخطوط الحديدية بترسية منافسة تنفيذ الأعمال المدنية لمشروع قطار الحرمين الذي يربط مكة المكرمة بالمدينة المنورة مروراً بمدينة جدة ومطار الملك عبدالعزيز. وذلك تمهيداً للبدء في المرحلة الثانية ثم استكمال المشروع بالقطارات الحديدية التي قال عنها المهندس عبدالعزيز الحقيل الرئيس العام للمؤسسة العامة للخطوط الحديدية: إن مشروع قطار الحرمين يتميز بسرعته العالية التي تتجاوز 300 كيلو متر في الساعة حيث سيكون زمن الرحلة بين جدة ومكة المكرمة نصف ساعة فقط، بينما لا يتجاوز زمن الرحلة بين جدة والمدينة المنورة ساعتين».

هذا وسيوفر المشروع عند اكتماله وسيلة نقل غير مسبوقة في الشرق الأوسط وخدمة سريعة وآمنة لنقل الحجاج والمعتمرين والمسافرين من المواطنين والمقيمين.

وأوضح الحقيل أن قطار الحرمين سيكون بمسارين مشيراً إلى أن الجزء الثاني من المرحلة الأولى للمشروع والمتضمن بناء المحطات سيتم طرحه في الربع الثالث من العام الجاري فيما تتضمن المرحلة الثانية استيراد القطارات وبناء القضبان وسيتم طرحها أمام الشركات في الربع الرابع من العام الجاري 2009م».

طبعاً كل هذه معلومات مبشرة والمهم في الأمر أن يسير البرنامج وفق ما تم الإعلان عنه ليتحقق الهدف ولن يكون ذلك إلا بتوفير الاعتمادات المالية المقدرة بنحو ستة آلاف مليون دولار كما جاء فيما نشرته الصحف الأسبوع الماضي.

والذي لا شك فيه أن تنفيذ مشروع الحرمين مع أهميته يجب أن لا ينسينا مشروع قطار الرياض الطائف مكة المكرمة وذلك لما سيوفره من تسهيلات بين هذه المدن الرئيسية على المسافرين الذين يضطرون للانتقال بالسيارات التي تعرضهم لكثير من الأخطار نتيجة عدم توفر المقاعد على طائرات الخطوط الجوية السعودية وطائرات الشركات التجارية لراغبي السفر وخاصة في المواسم والإجازات والأعياد.

كما ستوفر القطارات الحديدية سهولة نقل البضائع من جدة للرياض وبالعكس، الأمر الذي يخفف من ضغط الترلات الضخمة على الطرق البرية، ناهيك عن الأخطار التي تتعرض لها سيارات العوائل من جراء كثرة الترلات وما قد تسببه من حوادث يذهب ضحيتها الكثير من الأبرياء كما سجلت ذلك الإحصائيات الرسمية خلال الأعوام الماضية.

إنني في الوقت الذي أحيي فيه المؤسسة العامة للسكة الحديد على الخطوة الأولى في مشروع قطار الحرمين فإنني أناشدها أن تلحقها بخطوة مماثلة لمشروع الرياض الطائف مكة المكرمة ليكتمل مشروع القطار الدائري بتحقيق الأمل الذي حلمنا به طويلاً

عكاظ / الثلاثاء 29/2/1430هـ