معلومة أم هُراء ؟!

قرأت قبل أيام تصريحا صحفيا لأحد الذين يدعون مسؤوليتهم عن نشاط العمرة، فساءني ما في التصريح من مبالغة رقمية لا صلة لها بالواقع ولكنها تعطي انطباعا غير صحيح عن حجم ذلك النشاط وعوائده المالية!، فقد جاء في التصريح الصحفي أن العدد المتوقع للمعتمرين الذين سوف يؤدون مناسك العمرة هذا العام يبلغ نحو ثلاثة ملايين وسبعمائة ألف شخص، وأن العوائد المتوقعة منهم ستبلغ مائة وثمانية وأربعين مليار ريال وكل مليار كما تعرفون يبلغ ألف مليون ريال، فهل رأيتم أعظم من هذه المبالغة السمجة؟!

ولكي يكون البعيدون عن مسائل الحج والعمرة في الصورة ويدركوا حجم المبالغة التي جاء بها تصريح أخينا الذي ما فتئ يصرح عن هذا النشاط أكثر من كبار المسؤولين في وزارة الحج حتى ظن بعض من يقرأ تصريحاته أنه مفوض من جهات الاختصاص العليا برعاية نشاط العمرة «وذلك هو العجب العجاب!»، لكي يتم إدراك حجم المبالغة في ذلك التصريح الصحفي فإننا نؤكد أن عوائد العمرة لا تبلغ «مِعْشَار» ما صرح به «الأخ الكريم!» وأن معظم المعتمرين القادمين لا تبلغ تكاليف عمرتهم إركابا وإقامة في مكة المكرمة والمدينة المنورة ألف ريال للفرد الواحد، وإن صرفوا شيئا على طعام أو شراب فإن مصروفهم اليومي لن يزيد على عشرين ريالا للشخص الواحد، وأما الهدايا فإن متوسطها لن يزيد على خمسمائة ريال للفرد، فيكون مجموع ما يصرفه القادم برا أو بحرا أقل من ألفي ريال وهم النسبة الغالبة من القادمين للعمرة.

أما من يأتي عن طريق الجو وهم بالنسبة للعمرة العدد الأقل فيضاف إلى ذلك ثمن التذكرة وهي تذهب في معظمها لصناديق شركات الطيران العالمية، ولا شيء غير ذلك؟! وبالنسبة للسكن فإن السرير في حدود عشرة ريالات، يستثنى من ذلك عدد محدود من المواقع المطلة مباشرة على الحرمين الشريفين. وبحسبة بسيطة نجد أن المجموع الشامل الكامل لدخل العمرة من البداية إلى النهاية قد لا يصل إلى عشرة مليارات بما في ذلك أثمان تذاكر الطيران الذاهبة إلى الشركات العالمية، فأين هذا الرقم من الرقم الذي أورده صاحب التصريح ليحتل به الصفحة الأولى من الجريدة وليقدم به معلومة مبالغا فيها وليتم بعد ذلك تداولها على أساس أنها حقيقة وقد تستخدم للدلالة على حجم النشاط الاقتصادي في الحرمين الشريفين مع أنها ليست معلومة ولكنها مجرد هراء!!

عكاظ / الثلاثاء 29/2/1430هـ