عدة الإنابة في أماكن الإجابة

.. ما من مسلم يتضرع إلى الله بالدعاء إلا وهو يأمل الإجابة حيثما كان موقعه، ومع ذلك فقد صح في الكتاب الكريم والسنة المطهرة أن ثمة أماكن وأوقاتا تكون فيها الإجابة بإذن الله محققة.

وفي كتاب من تأليف السيد عفيف الدين أبي السيادة عبد الله بن إبراهيم الحسني المكي الطائفي الحنفي المتوفى سنة 1207- بعنوان: «عدة الإنابة في أماكن الإجابة» فصول من فضائل الدعاء ومواطن الإجابة المرتجاة من الله تعالى مع نبذة من أحكام الحج.

وقد تولى الدكتور عبد الله نذير أحمد مزي تحقيق الكتاب وطباعته بعد كتابة المقدمة التي ذكر فيها ما نصه: قال الإمام أحمد – رحمه الله – في قبول ذلك: إذا روينا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحلال والحرام والسنن والأحكام تشددنا في الأسانيد، وإذا روينا عن النبي صلى الله عليه وسلم في فضائل الأعمال وما لا يضع حكماً ولا يرفعه تساهلنا في الأسانيد».

وقال الإمام النووي – رحمه الله – في مقدمة كتاب الأذكار: قال العلماء من المحدثين والفقهاء وغيرهم: يجوز ويستحب العمل في الفضائل والترغيب والترهيب بالحديث الضعيف ما لم يكُنْ موضوعاً.. ثم قال مقرراً ذلك: إنما ذكرت هذا الفصل.. فأردت أن تقرر هذه القاعدة عند مطالع هذا الكتاب.
هذا وقد ذكر المؤلف رحمه الله تعالى، جميع ما ذكر في السنة والآثار من أماكن إجابة الدعاء بالكعبة المشرفة وما حولها بداخل المسجد الحرام وهكذا في مواطن مكة المكرمة ثم المشاعر المقدسة، مع ما قيل فيها من الأدعية المأثورة.

بل ذهب – رحمه الله – في هذا الكتاب مذهب العلماء الأوائل، إذ لم يكتفِ بذكر موضوع الكتاب (مواطن إجابة الدعاء) كما يظهر من عنوان الكتاب، بل استطرد في كل مسألة بذكر الخلاف، وما تعلق بها من فروع بإيجاز، وإن كان الغالب تمسكه والتزامه فيما ذكره بمذهبه (الحنفي) أصولاً وفروعاً، حيث يؤكد في المسائل الفقهية مرة بعد مرة بمثل قوله: «على مذهبنا» «لا على مذهبنا» ونحوها في أماكن كثيرة. وكذا عرض المؤلف مسائل كثيرة متعلقة بالموضوع ما أثرى الكتاب وفكر القارىء بأمور مهمة مفيدة، جليلة متممة لأبحاثه، وهو واضح في ثنايا سطوره وكلماته للمتأمل والعابر، وأشار المؤلف – رحمه الله – إلى شيء من ذلك في مقدمة الكتــــاب حيث قال أثناء ذكر تسمية الكتاب وسميت ما جمعته بالكتاب (عدة الإنابة في أماكن الإجابة) لكوني أذكر في سبيل كل محل بعض ما يناسبه من مسائل فقهية وأدعية مأثورة ومروية، تتميماً للفائدة وتحصيلاً للعوائد».

رحم الله المؤلف وجزى الله محقق الكتاب بالخير.. والشكر لأخي الأستاذ محمد محمد صفي الدين السنوسي على إهدائه الكريم.
آيـــة:يقول الحق سبحانه وتعالى في سورة البقرة: (وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداعي إذا دعاني فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون).

وحديث: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: الدعاء هو العبادة».
شعر نابض:
يا رب إن عظمت ذنوبي كثرة
فلقد علمت بأن عفوك أعظم

عكاظ / الاثنين 28/2/1430هـ