تحية لوزارة الخارجية.. ورجاء لوزارة الشؤون البلدية !!

أقام فرع وزارة الخارجية بمنطقة مكة المكرمة حفله السنوي لرؤساء البعثات الدبلوماسية والقنصلية بجدة، لأول مرة في مكة المكرمة، بمقر نادي الوحدة، وهي لفتة جميلة من الإخوة الكرام في وزارة الخارجية، أن أعطوا لمكة المكرمة بعض حقها، وأتاحوا لأهلها الاحتفال والترحيب والتعارف بأعضاء السلك الدبلوماسي..

وتأتي هذه الخطوة في سياق البرنامج الذي تبناه سعادة السفير محمد أحمد طيب، مدير عام فرع وزارة الخارجية بمنطقة مكة المكرمة، لانفتاح الوزارة على مجتمع المنطقة -وليس جدة فقط-، بناءً على توجيه وتشجيع من سمو وزير الخارجية الأمير سعود الفيصل. وقد سنحت لي أكثر من فرصة لحضور بعض فعاليات البرنامج، التي شملت استقبال مجموعات من طلاب المدارس، والالتقاء بالأدباء والمثقفين والصحفيين.

وسعدت مع مجموعة من الزملاء القائمين على جمعية رعاية الأيتام في مكة المكرمة، بزيارة لفرع الوزارة بجدة، بناءً على دعوة كريمة من سعادة السفير محمد طيب، وبصحبة مجموعة من أبنائنا الأيتام، الذين حظوا بحسن الاستقبال، وجمال الاحتفاء من قبل سعادته، وجميع زملائه في فرع الوزارة، ثم قدم لهم محاضرة شرح لهم فيها طبيعة أعمال وزارة الخارجية، والعمل الدبلوماسي، وأجاب على استفساراتهم، وفي نهاية اللقاء قدم لهم الهدايا ودعاهم لطعام الغداء، وبعدها ودعهم وشكر حضورهم.

فشكراً لسعادة السفير على جهوده المتواصلة في الانفتاح على المجتمع بشكل عام، وشكراً بمائة ألف شكر لإقامة الاحتفالية برؤساء البعثات الدبلوماسية والقنصلية في مكة المكرمة.. وشكراً لرئيس وأعضاء مجلس إدارة نادي الوحدة، لاستضافتهم للحفل..

والمرجو أن تحذو الوزارات الأخرى حذو وزارة الخارجية، في إعطاء مكة المكرمة بعضاً من حقوقها وحقوق أهلها عليهم. فقد لوحظ في السنوات الأخيرة أن بعض الوزارات سحبت بعض الفعاليات المرتبطة بشكل وثيق بمكة المكرمة، من مكة وأقامتها في جدة والرياض، مثل حفلات تكريم البعثات والعاملين في الحج، التي تقيمها وزارة الحج، وبعض ندوات وورش العمل المتعلقة بمشروع جسر الجمرات التي تقيمها وزارة الشئون البلدية والقروية، وهي الوزارة التي سأتوجه إليها بالرجاء في الجزء الثاني من هذا المقال..

تصريف السيول وأشجار عرفات
اطلعت كغيري على التصريحات التي أدلى بها معالي الدكتور حبيب زين العابدين، وكيل وزارة الشئون البلدية والقروية، حول مشروع تصريف السيول السطحية بعرفات، وعلمت بأن المشروع قد يأتي على سبعين ألف شجرة من أشجار عرفات، واطلعت على رأي الشيخ عبد المحسن العبيكان، المستشار بوزارة العدل، وبرغم معرفتي بتمسك معالي الدكتور حبيب بآرائه، وأن إقناعه بتغيرها أو تحويرها أمر يحتاج إلى جهاد كبير، -برغم ذلك- سأتوجه إليه بالحديث راجياً أن يقع من نفسه موقعاً حسناً، يؤدي إلى العدول عن إزالة هذا الكم الهائل من الأشجار وارفة الظلال..

فمخاطر السيول في عرفات تكاد تكون معدومة، ومواسم الأمطار في مكة محدودة، والمناخ في مواسم الحج القادمة يتجه نحو فصل الربيع، ومن بعده الصيف. وفي موسم الحج الأخير، برغم أنه وقع في فصل الشتاء، إلاّ أن حرارة الشمس لازالت تدفع بالناس للبحث عن الظل تحت الخيام والأشجار، وحتى رشاشات المياه تم تشغيلها حول مسجد نمرة، وحول جبل الرحمة، لتلطيف الجو. هذا ونحن في الشتاء !! وحرارة الأجواء خلال الفترة القادمة، ومخاطر ضربات الشمس لا تخفى على أحد، وضحاياها في المواسم التي صادفت شهور الصيف بالآلاف، ومشروع تلطيف الأجواء الذي تبناه مشروع وقف التشجير في عرفات، من خلال رشاشات المياه، وزراعة الأشجار، ساهم خلال العقدين الماضية في التخفيف من آثار الحر، ومن الإصابات بضربات الشمس بشكل كبير.

ولذلك فإن إزالة سبعين ألف شجرة في وقت الإقبال على فصل الصيف، يتعارض مع مصلحة حجاج بيت الله الحرام، ويوجه ضربة قوية لمشروع وقف التشجير..

وقبل ذلك كله وبعده، أود أن أذكر بأن لأشجار الحرم مكانة خاصة، وقد جاء في الأثر أنها لا تُعضد، فما بالنا بسبعين ألف شجرة ؟؟

أضع حديثي هذا تحت أنظار معالي الدكتور حبيب زين العابدين، وكلي أمل بأن يتم تصحيح مسار وتصاميم المشروع، والعدول عن إزالة هذا الكم الكبير من الأشجار وظلالها، وأسأل الله أن يجعل له نصيباً من دعاء كل من يستظل بظل شجرة لم يتم إزالتها إلى يوم الدين.. والله ولي التوفيق.
فاكس: 5422611-02
fayezjamal@yahoo.com

جريدة المدينة /21/2/1430هـ