مقابر المعلاة وإدارة التجهيز

اعتاد الناس في الأزمنة السابقة إذا أرادوا أن يعمروا سكناً فأول ما يضعونه في الحسبان تهيئة فسحة أمام المقعد "لغسل الميت فيها" ثم تكفينه في المقعد "أو الديوان" واخبرني السيد الجليل حبيبي ورفيق دربي فضل محضار عبدالله عقيل بفائدة أخرى وهو ان يكون بزبوز الحنفية المعد للوضوء أمامه كرسي يجلس عليه الانسان مقابل القبلة الشريفة وبيت الخلاء والذي كان يُطلق عليه بيت الراحة عكس القبلة، وفي 20-1-1430هـ حضرت تشييع جثمان الصديق والأخ عادل محمد عطا إلياس بمقابر المعلاة الحجون، وفي الصالة المعدة للعزاء تقابلت بكثير من المعارف والاصدقاء "الذين انقطعت عنهم وانقطعوا عني من مدة طويلة" وتذاكرنا طرفاً من السيرة الحياتية لبعض من سبقونا يغفر الله لهم، وكان إلى جانبي الاستاذ العزيز الصديق عبدالكريم اسماعيل جمال الحريري وشقيقه الاستاذ د. مهدي بارك الله فيهما ورأينا عمارة الشيخ بالبيد والتي قامت اساساتها بين مسجد الجن وادارة التجهيز فقال الاستاذ عبدالكريم ليت ان المسؤولون فكروا في تعويض مالكها وملاك العقارات التي قبلها المملوكة لآل ابن حميد وآل مرعي ابن محفوظ.لتكون المساحة لتوسعة المقابر وكذلك لتوسعة ادارة التجهيز. فرددت عليه انه اقتراح طيب فاقترح ان اطرحه بالجريدة وان سمحت الظروف في مقابلة صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل ومعالي أمين العاصمة الموقر السيد اسامة بن السيد فضل البار، وسعادة رئيس مجالس الاحياء الاستاذ د.عبدالمحسن بن عبدالله آل الشيخ لدراسة الاقتراح، واذا رأوا استحسان الفكرة يرفع قرار الدراسة الى مقام صاحب السمو الملكي وزير البلديات الأمير الجليل متعب بن عبدالعزيز.

ولما كان الشيء بالشيء يذكر فإن دورات المياه الموجودة بالحارات قليلة وغير كافية وصيانتها ضعيفة بالنسبة لكثرة مرتاديها فحبذا لو زيدت ولوحظت صيانتها (ومن نفسّ عن مسلم كربة من كرب الدنيا نفّس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة)، واتذكر موضوعاً قديماً وهو اذا ذهب الرجال "لخطبة بنت زيد لابنهم عبيد" يتعمد أحدهم لدخول الحمام ومن نظافته أو قذارته يأخذ فكرة عن أهل البيت. وقرأت بجريدة المدينة 23-1-1430هـ وبعنوان الى مسؤولي المقابر بمكة المكرمة باسم الاخ زبير هيران المليباري مقترحات بدأها بتعيين "بوابة قبول العزاء" لأن البعض يدفنون ناحية البوابة الاخيرة مما يلي الجعفرية ويتقبلون العزاء هناك بينما يبقى آخرون ناحية البوابة الاولى الرئيسية ينتظرون .. وقد يفوتهم العزاء ، ثم ان وجود عدة مغاسل للموتى يستحسن ان توضع لمبة مضيئة في لوحة يكتب فيها اسم المتوفي على سيارة نقل الموتى، وتظليل وتكييف مقار قبول العزاء ما يلي دور الاشراف، وان يتم التنسيق عند قطع اذن الدفن في مغلف مضيء يتضمن رقم الحوطه ورقم القبر ، وايجاد غرفة صرّاف في كلا البوابتين بها حاسب آلي يستخدمه أي مسلم يرغب الاستفسار عن قريب له يود زيارته، واللهم اكرمنا بعيشة هنية وميتة سوية لا تحيينا اللهم في غفلة ولا تأخذنا على غرة وارزقنا حسن الختام اذا دنا الانصرام وحان الحمام وزاد رشح الجبين انك ولي ذلك والقادر عليه والحمدلله رب العالمين.

 
نشر هذا المقال بجريدة البلاد الخميس 17/2/1430هـ