صح لسانك يا سمو الأمير

.. في بلادنا من الآثار الإسلامية والتاريخية ما لا حصر ولا مثيل له في كافة أقطار الدنيا، ولذا كان اهتمام حكومتنا الرشيدة بالمحافظة عليها والعناية بها في مقدمة ما ترعاه الهيئة العامة للسياحة والآثار.
آثار إسلامية وتاريخية في منطقة مكة المكرمة، وأخرى في المدينة المنورة، وآثار تاريخية بمنطقة الرياض، وبالشمال والمنطقة الشرقية وفي مدائن صالح والجوف، وينبع، وينبع النخل، والجنوب ومناطق الحجاز من الطائف إلى عسير.
وفي حديث صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار الذي نشرته عكاظ الأسبوع الماضي في حلقتين تأكيد على أن الآثار الوطنية محمية من ولي الأمر الذي هو أحرص الناس على الأسس التي قامت عليها الدولة، وليس لأي إنسان كائناً من كان أن يتعرض لتلك الآثار بالهدم أو التخريب أو التجريح».

كما يذكر سموه في موضع آخر من حديثه ما نصه: نقوم حالياً بدراسة عميقة مع جهات الاختصاص في مكة المكرمة والمدينة المنورة والمناطق الأخرى بالمملكة بحصر كامل الآثار الإسلامية ومواقعها ومسمياتها حتى يكون عندنا قاعدة معلومات كاملة».

ثم يوضح سمو الأمير سلطان قائلاً: بالنسبة لنا فيما يتعلق بالآثار والتراث الإسلامي، لا نستطيع تجاهل هذا التراكم التاريخي والحضاري الذي مر على الجزيرة العربية».

وليس هذا فحسب بل لقد كشف سموه عن ملامح نظام الآثار الجديد الذي يجري دراسته حالياً في مجلس الوزراء وأنه يدرس بشكل عميق في الهيئة واستعرضناه مع خبراء محليين ودوليين، والنظام الجديد ليس محدثاً من الناحية القانونية بل من ناحية الرؤية الشاملة الجديدة للمحافظة على الآثار».

وهنا –كما يقولون بيت القصيد– وأعني المحافظة على الآثار التي تفخر بعض الدول بآثارها التي قد لا تعدل واحد من مائة على ما لدينا من آثار إسلامية وتاريخية.

فالآثار في بلادنا من فجر التاريخ في كل المناطق والمدن والقرى منها ما هو إسلامي.. ومنها ما هو تاريخي.. ومنها ما هو جغرافي، وكلها تنطق بعظمة تاريخ هذا الوطن الذي جعله الله مثابة للناس وأمنا، وإن من الطبيعي أن يعرف شبابنا ما تزخر به بلادنا من آثار وذلك من خلال برامج تعدها وزارة التربية والتعليم مع هيئة السياحة والآثار.

كما وأن من حق المسلمين الذين يأتون للحج والعمرة أن يقفوا على ما يمكن الوصول إليه من الآثار الإسلامية وفق القواعد الإسلامية التي تمنع البدع التي يرفضها ديننا الحنيف وذلك هو ما أشار إليه سمو الأمير سلطان بن سلمان في حديثه الذي قال فيه نصاً: لا نستطيع تجاهل هذا التراكم التاريخي والحضاري الذي مر على الجزيرة أو نلغي التاريخ، نحن نريد تصحيح المفاهيم حول الإسلام وفتح هذه المواقع للزوار ينطلق من مصلحة خاصة مع عدم تعارض ذلك مع المنظور الشرعي، كما أن الهروب من المسؤولية ليس أمراً جيداً بل لا بد من تطوير التاريخ الإسلامي وتطوير المتاحف التي تعنى بالتاريخ».

إن هذا هو المنطق الصحيح لذا فإني أقول لصاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان: صح لسانك يا سمو الأمير».

نشر هذا المقال بجريدة عكاظ الثلاثاء 15/2/1430هـ