من أجل مكة المكرمة وأهلها

ولأن مهنتي "الأديب والطبيب" مثلاً زمان لا يصلح احدهما إلا بالآخر أعرض لمناظرة بالقاهرة قرأت عنها قبل حوالي نصف قرن ويمكن ان يتذكرها أخي الاديب الأستاذ عبدالله اذ كان موضوعها "أيهما أنفع للمجتمع الأديب أم الطبيب" ؟ . وكان الطبيب واستشاري العظام الاستاذ كامل حسين وكان الاديب عميد الأدب الاستاذ الكبير طه حسين -فقال الاديب- ان الطبيب انفع لأن العقل السليم في الجسم السليم-وقال الطبيب د.كامل الاديب أنفع لانه يوجه الطبيب.وهكذا كانوا الكبار كل ينسب الفضل للآخر وكلاهما اصحاب فضل.

اخي د. عبدالرحمن فرح اهل مكة المكرمة بإنشاء مركز مكة الطبي الذي افتتحه سمو الامير سلطان بن عبدالعزيز، وتضاعف فرحهم عندما اصبح المستشفى ملكاً لكم وصار شعاركم "صحتكم أمانة في أعناقنا".

وفي الندوة الصحية تقولون أن معالي د. غازي القصيبي فتح الباب على مصراعيه للاستثمار في الصحة، ونقول ان ذلك قد كان رغبة من معاليه في تحقيق المزيد من اسعاد المواطنين، وتقولون ان اخطاء خريجي كليات الفلبين وبنقلاديش تشكل خطراً على المجتمع، ونقول اذاً لماذا استمرار التعاقد معهم، وتقول انني لم اهمل تكريم المرأة. ونقول جزاكم الله خيرا ورحم الاب طه ونفع بالابن طه .. وتقول في كتابك أيام العمر تحمل ذكريات 70 عاماً من التجارب العلمية والعملية. ونقول إذاً خلي بالك من مكة واهلها، وتقولون إن الكم دون الكيف يضر بصحة المواطنين وقد يدفعون حياتهم ثمنا لذلك. ونقول اعمل بما تقول. وتقول نعيش فوضى غنائية وصناعية وتجارية نفقد بأسبابها أرواحنا وصحتنا. وتقول ان النواقص في مستشفى مكة تقدر بحوالي 20 مليوناً لانتشال مركز مكة الطبي. وان الاطباء يرفضون العمل بمكة، وان وضع مكة يحتاج إلى كثير من التطوير وان تركيز المستشفيات في الشمال صنعته الصدفة واظهرت كخلل في التوزيع، وبدء العمل في مركز غسيل الكلى لفقراء مكة - وتقول انك ترحب بالنقد البناء سواء من الاستاذ د. زهير كتبي أو غيره- وتقول عن جريدة الندوة انها بحاجة إلى تنشيط وعلاقات القائمين عليها لدعمها مالياً، وان حرصك على البنات يفوق حرصك على الرجال وانك ترحب بعمل الشباب السعودي في المستشفيات وتتساءل هل اصبح كل من هب ودب وامتلك نصف مليار ريال يستطيع فتح مستشفى خاص؟.. انك يا اخي في موقع المكيين الاثرياء فماذا قدمت لمكة وبالذات لجريدة الندوة .. انني سطرت كل هذا حيالك وفيك لانك تقول وبالبنط العريض "استقي الحب من نبع مقدسات مكة المكرمة واستشعر رهبة مكانتها..

انني استسمح ان اطلبت واكثرت فالهنود كده.. وقد اكون اثقلت وما هدفي الا الاصلاح والله شاهد على ما أقول وله الحمد بدءاً وختاماً.

 

نشر هذا المقال بجريدة البلاد / الخميس 10/2/1430هـ