ما أحلى صعيد عرفات!
لا أدري لماذا تخيلت حاجاً على صعيد عرفات وهو يردد مع نفسه:
ــ ما أحلى صعيد عرفات لمن صعد وكبر وهلل!
ــ ما أحلى صعيد عرفات وقت الظهيرة ورذاذ الماء وكأنه من المُزن طل على أغصان شجره التي تتدلى!
ــ ما أحلى صعيد عرفات وتلك الحشود تدعو والوجه من الرحمن حلّ!
ــ ما أحلى صعيد عرفات وتغاريد الطيور بين أشجاره تتسلل!
ــ ما أحلى صعيد عرفات لو تذكرت قول الرحمن:
(لقد رضي الله عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة) وتخيل!
ــ ما أحلى صعيد عرفات عندما يقول الحاج سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر وقد غُرس له في كل موقع شجرة وما أجلّ!
ثم يتخيل الحاج ما يقال عن أن هناك نية لقلع سبعين ألف شجرة وسأل نفسه مسترسلاً تخيلاته كيف سيكون صعيد عرفات لو أزيل شجره وعن غرسه الناس تخلى.
هذا المشهد متوقع أن يكون شعور كل حاج سيأتي إلى عرفة مستقبلاً ويجدها وقد فقدت اخضرارها وماءها بسبب مشرووع الهدف منه لنصف يوم فقط في العام كله.
نحن مع أي مشروع تنموي.. يخدم المواطن يوفر له الرفاهية .. ولكن ألا يوجد أولويات في بعض المشاريع المهمة والمستعجلة وإذا كان الأمر يتعلق بتصريف السيول بمكة المكرمة والمدينة المنورة والمشعر الحرام (منى) أولى بمثل هذه المشاريع لأن الحاج يقضى فيها وقتاً أطول.
حسب ما شاهدناه منذ أن عرفنا الحج أنه لم تأتِ سيول على عرفة نتج عنها حوادث مؤلمة ولا حتى عبر التاريخ لمن يقرأ عن ذلك.
إن ازالة (سبعون ألف شجرة) مكتملة النمو والاخضرار وتخدم عشرات الآلاف من الحجاج ستزيل معها الكثير من الجمال الذي وصلت اليه (عرفة) هذه الأيام.. ثم إن مكة المكرمة ومشاعرها أعزها الله ليست معروفة بكثرة الأمطار.
كم نتأمل أن يتريث صاحب فكرة ازالة هذه الآلاف من الأشجار.. فمن السهل جداً إزالة الشجرة ولكن لإيجادها يحتاج الأمر الى سنوات.
آخر السطور:
يقول النبي صلى الله عليه وسلم:
(إذا قامت الساعة وفي يد أحدكم فسيلة فليغرسها).
نشر هذا المقال بجريدة الندوة الاربعاء 9/2/1430هـ