يقول الأمير سلطان بن سلمان رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار إن "الآثار محمية بإرادة وطنية ولن نسمح بتخريبها أو تجريحها"، وهذا كلام جميل ومسؤول، لكنني آمل من سموه أن يزور أو يطلع على أوضاع غار حراء لأنه لو فعل فسيصدمه حجم الإهمال والتخريب والعبث والتشويه الذي أصاب هذا الأثر التاريخي !!

فقد حول بعض الزوار والوافدين جدرانه إلى مرسم لاستعراض مهارات التلوين والكتابة والزخرفة، ولو كان هناك من يعتني بالغار لما وجد هؤلاء أي فرصة لاستعراض مهارات وعضلات عبثهم !!

و إذا كان غار حراء يتعرض لمثل هذا العبث فكيف بآثار تاريخية أقل شأنا في مواقع ومناطق أخرى ومنها صخور وكهوف نقشت عليها كتابات ورسوم قديمة جدا لا تقدر بثمن تعرضت لعبث المتنزهين في البراري !!

نعم يا سمو الأمير، الآثار بحاجة لحمايتها من التخريب بفعل البشر وأيضا بحاجة لحمايتها من التلف بفعل الزمن، فهناك أحياء أثرية طينية وحجرية قديمة في مدن وقرى ضربت حولها أسوار إدارة الآثار منذ سنوات طويلة ثم تركت لتنهشها عوامل التعرية الجوية، فلا إدارة الآثار بالتي حمتها ولا هي بالتي تركت لأهل تلك القرى فرصة العناية بآثار أسلافهم !!

أما حماية الآثار الإسلامية من التجريح بالممارسات الخرافية والبدعية فهو أمر لا يقل أهمية عن حمايتها من التخريب والعبث، فالآثار صلة وصل حضارية بالماضي لا جسر عبور للجهل والتخلف !!

نشر هذا المقال بجريدة عكاظ /  الثلاثاء 08/02/1430هـ