سارعوا إلى تنفيذ الساحة الغربية

اطلع المهندس عمر قاضي أمين العاصمة المقدسة الأسبق الذي أنعم الله عليه بأن يكون أميناً لكل من المدينة المنورة ومكة المكرمة لسنوات طويلة وهو شرف لم ينله غيره من أمناء المدن والمحافظات وقد كانت لمعاليه بصمات جيدة في المدينتين المقدستين، واطلع على مقال لي نشر في هذه الزاوية «على خفيف» دعوتُ فيه إلى إتمام المكارم بأن يكون للمسجد الحرام ساحات غربية وجنوبية وشرقية إضافة إلى الساحة الشمالية التي أمر بتنفيذها خادم الحرمين الشريفين وفقه الله وجار حالياً تقدير العقارات الموجودة في أحياء الشامية والقرارة وما جاورهما من أحياء، فسارع معاليه بالاتصال بي مؤيداً الفكرة داعياً في الوقت نفسه إلى الإسراع في تنفيذها لما لها من فائدة عظمى، وهو يرى أنه نظراً لوجود مشاريع استثمارية عقارية كبرى من الجهة الغربية توشك أن تبدأ بتكاليف قدرها عدة مليارات، فإن من المناسب أن يؤخذ في الحسبان المساحة المطلوبة للساحة الغربية للمسجد الحرام، فلا يبنى عليها عمارات وأبراج جديدة خاصة أن البناء لم يبدأ بعد في أجزاء من هذه المنطقة فإذا أرادت جهات الاختصاص عمل ساحة غربية للحرم بعمق قدره ثلاثمائة وثمانون متراً أسوة بالعمق الذي حدده الأمر السامي الكريم للساحة الشمالية وبعرض قدره ألف متر فإن من المصلحة أن تبدأ الأبراج والعمائر الاستثمارية الجدية بعد أخذ المساحات المطلوبة للساحة الغربية وفق تنظيم هندسي وفني مدروس، ثم يسمح للأبراج بعد ذلك أن ترتفع وسيكون منظرها أجمل وأبهى لأنها ستكون ذات إطلالة مباشرة على الساحة الغربية للمسجد الحرام وستكون الساحة المقترحة نفسها إضافة رائعة للمسجد الحرام ومتنفساً له وتوسعة على المصلين في الحرم خلال أوقات الذروة في رمضان والحج وبقية المواسم، وقد بني اقتراح المسارعة في تنفيذ الساحة الغربية لأنها تعد أقل الساحات تكلفة نظراً لعدم وجود مبانٍ كثيرة فيها قياساً بالساحة الشمالية التي يقوم بها ما يزيد عن ألف عقار، ولأن جزءاً من الساحة الغربية المقترحة منزوع ملكيته أصلاً لصالح المشاريع الاستثمارية الجديدة وقد تمت إزالة المباني والعمارات من معظم أجزاء الموقع وأصبح تنفيذ الساحة سهلاً ويا حبذا أن تبدأ عملية إنشاء الساحتين الشمالية والغربية في آن واحد لتكمل بعضها بعضاً، ثم يأتي في وقت لاحق التخطيط لتنفيذ بقية الساحات ليصبح المسجد الحرام كما أسلفنا في مقال سابق مثل الجوهرة الوضاءة وحولها الساحات كالعقد الفريد.
وما آمله من جهات الاختصاص هو اجراء دراسة عاجلة لما اقترحه المهندس القاضي فلعلها تجد فيه الخير والمصلحة وبالله التوفيق

عكاظ
( السبت 16/02/1429هـ ) 23/ فبراير/2008 العدد : 2442