المراقب المتنقل .. وقصة المولد
والناس تتحدث هذه الايام عن مولد نبي الأمة صلى الله عليه وسلم اخترت مانشرته البلاد في 25 ربيع الثاني 1379هـ الموافق 27-10-1959م اي قبل اكثر من نصف قرن بعنوان "المراقب المتنقل" ووقع المقال بتوقيع "ابن حسن" الذي لا اشك انه الاستاذ الكبير حامد حسن مطاوع وسوف اعيد جزءاً مما قاله في المقال وقبل ذلك اذكر القارئ باننا في البلاد وقبل عامين اول من نشر " اول صورة لمسجد البيعة" والذي اصبح الان مجاورا للجمرة الكبرى واول من نشر في تلك الفترة الصك الشرعي الصادر من محكمة مكة المكرمة بإثبات وقفية "مكان المولد" ودار السيده خديجة لآل القطان وقد سلمني الشيخ طلال قطان الصكوك ولازالت احتفظ بها وتوفي رحمه الله قبل عام ونصف وكنت اسأله لماذا لا تفعلون حقكم في الوقف في الموقعين ؟ ..وأجابني : إن اصول الصكوك لدى احد المسؤولين السابقين من ابناء مكة المكرمة منذ سنوات طويلة وقد ورد في الصك الصادر في تلك الفترة ما يشير إلى ان المكان هو المعروف بمولد الرسول صلى الله عليه وسلم ..اعود لمقال الاستاذ مطاوع والذي جاء فيه : المراقب اليوم بمحلة سوق الليل بمكة المكرمة زادها الله تكريما وتشريفا وهذه المحلة بها مأثران احدهما المكان الذي ولد فيه الرسول عليه السلام والآخر هو الموضع الذي ولد فيه علي بن ابي طالب كرم اللهه وجهه وقد مر على هذين المأثرين فترة من الزمن اتخذا كموقعين للسيارات وحظيرتين للأغنام .. الى غير ذلك ثم وفق الله الشيخ عباس قطان طيب الله ثراه واقام مبنى في الموضع الذي ولد فيه الرسول عليه السلام على ان يكون مكتبة تضم امهات الكتب ثم توفي الشيخ عباس وكمل ورثته فيما اظن بناء المبنى وبعد ذلك قفل بالضبة والمفتاح والضبة موجودة ولكن المفتاح ضائع "فدوروا له حتى تلقوه" والى ان يتم ذلك فسيتحدث المراقب عن المأثر الآخر حيث ولد علي بن ابي طالب كرم الله وجهه وهذا المأثر قد قيض الله له معالي السيد حسن عباس شربتلي وتبرع بإقامة مبنى ليكون مدرسة لمكافحة الأمية لتتخذه مدرسة النجاح الليلية مقرا لها وكان هذا الكلام ياسادة يا كرام منذ عدة اعوام وبدأ العمل في البناء بواسطة المقاول والمقاول هو شركة الاخاء المعمارية لصاحبيها صالح واسعد مؤمنة اصهار الشربتلي.
أردت نشر كامل مقال ما اعتقد انه للاستاذ حامد مطاوع كما قلت وللعلم فهو من ابناء حي سوق الليل ومالم يرد في المقال هو ان مؤسس هذه المدارس الاستاذ التربوي عبد الله خوجة رحمه الله وقد التقت به البلاد في 1398هـ في حديث عن المدارس وأول فرقة كشفية اسسها على مستوى البلاد .. استطيع ان اقول وهذه ايضا لازمة للاستاذ مطاوع في مقالاته سواء ما كان يكتبه في الندوة كل سبت في الصفحة الأخيرة تحت عنوان " رقيب اليوم" أو كتابات بعد ذلك في عكاظ .. وأنا استطيع ان اقول اليوم ان هذا المكان عُرف "تواتراً" وهو أهم اثر في هذه البلاد بعد الكعبة المشرفة وقبره صلى الله عليه وسلم وما يضيرنا الاهتمام به والعناية والحفظ حتى ولو ازيل المبنى وتمت المحافظة على الجزء المعروف الان وهو يمين الداخل الى مبنى المولد والذي يشغل الآن بمكتبة مكة المكرمة لأن البناء متهالك وازالته كبناء لا تلغي المكان وسبق ان نشرت البلاد في صيف العام الماضي أن هناك مشروعا اخذ في اعداده المحافظة على المكان عند تطوير المنطقة.
نشر هذا المقال بجريدة البلاد 1/2/1430هـ