حتى لا نُسيء للمركاز المكي
حتى لا نُسيء للمركاز المكي
خالد الحسيني
من فترة قريبة انتشرت مقاطع شبه يومية عن مراكيز في بعض أحياء مكة المكرمة يلتقي فيها عدد كبير من أبناء مكة وغيرهم، ولأن المقاطع التي تُنشر على مدار اليوم لاحظت أن ما يتم بثه عن هذه المراكيز ليس له أي علاقة بمركاز مكة القديم، ولأن التصوير ونشر المقاطع متاح استمعت إلى العديد منها ووجدت -للأسف- انعدام الانضباط في الأحاديث بشكل عجيب، مع ارتفاع الأصوات والحديث في أكثر من مجال حتى ممن لا علاقة له به.
وتألمت كثيرًا للصورة التي يقال إنها تُمثل المركاز المكي، فهذه المقاطع تصل للجميع ويتأثر بها الشباب، ومع مرور الأيام تنقل صورة غير صحيحة للعادات والتقاليد المكية، ويعتقد جيل اليوم أن هذا هو المركاز المتوارث من الآباء والأجداد.
حتى إن بعض من يحضرون هذه اللقاءات يقوم بتسجيل مقاطع منفردة له ويتحدث عن أمور لا علاقة لها بعادات مكة القديمة، أو يتحدث بما يعرف هو وليس بما يجب أن يكون.
أردت أن أنبّه إلى أن مواقع التواصل وسهولة النشر تنقل صورة للمشاهد داخل وخارج المملكة، ويظن من تصله أن هذه المشاهد نقلًا عن الماضي، لأن من يرددها اليوم من أهالي مكة.
الواجب أن تكون هذه اللقاءات منضبطة يتحدث فيها عدد يتم اختيارهم، لكن ما نراه أعداد كبيرة من الحضور يتحدثون وبعضهم يخرج من قصة لأخرى، ووجود مسؤول عن هذه المراكيز ضروري ليكون المشرف على موضوع الحديث قبل التصوير، وحتى لا نُسيء من حيث أردنا أن ننقل صورة جميلة.