المسالخ كلها محجوزة لك ؟

 

 

تعتبر المسالخ الموجودة في أم القرى واجهة من الواجهات التي يمكن أن يُقاس من خلالها مستوى نظافة الأطعمة وطرق التعامل مع البهائم المذبوحة والكشف السليم على الذبائح قبل وبعد الذبح ووسائل دفع الرسوم المحددة من قبل جهات الاختصاص، ويرتاد هذه المسالخ عشرات الآلاف من الحجاج وتتكون لديهم صورة ذهنية عن مسالخ أم القرى فإذا علمنا أهمية تلك المسالخ في رسم الصورة عن مستوى الخدمة المقدمة من صحة البيئة لمن يرتادونها فإن علينا إصلاح ما يلي من ملاحظات حول المسالخ الموجودة في أم القرى.

أولاً: عدم اهتمام المتعهدين المشغلين للمسالخ بمستوى النظافة فيها فتجد الروائح العفنة متصاعدة والدماء على الأرض والمياه جارية وقد جعلت أرضية المسلخ ملساء لتسهيل النظافة، ولكن النظافة لم تتحقق وأدت الأرضية الملساء إلى سقوط عدد من زوار المسلخ أرضاً حسب وصف شاهد عيان وكان ينبغي الاهتمام بالنظافة أولاً بأول وتطهير أرضية المسلخ من بقع الدم مع عمل مسارات خشنة للزبائن أو جعل الأرضية كلها خشنة حتى لو كان تنظيفها يحتاج إلى تكرار الغسيل وذلك خير من سقوط مواطن أو مقيم على «زرّه» وإصابته في عموده الفقري إصابة بالغة.

ثانياً: عدم الالتزام في وقت الذروة بالتسعيرة الرسمية واستغلال حاجة الناس لاسيما في عيد الأضحى المبارك، إلى جزارين لذبح أضاحيهم، مع الاستغاثة بعمالة من خارج المسلخ من أصحاب الملابس الحمراء للذبح والسلخ وأحياناً يؤدي التزاحم وضيق المكان إلى قيام بعض المواطنين والحجاج باستدعاء جزارين من خارج المسلخ للقيام بعملية الذبح خارجه لعدم استطاعتهم الانتظار ساعات حتى وصول سراهم داخل المسلخ الذي يكون قد عج بالزبائن والجزارين والبهائم.

ثالثاً: يتم ذبح البهائم أمام بعضها بعضاً حتى تهيج فزعاً فلا تلقى رحمة بل تجد السكاكين تضربها في نحورها أو تجز بها أعناقها وقد تترك البهيمة «ترفس» وتطرح عليها بهيمة أخرى لتذبح فوقها في غياب كامل لمبدأ الرفق بالحيوان، إضافة إلى أن عملية الكشف البيطري على الذبائح في المواسم تكون سطحية لعدم وجود العدد الكافي من الأطباء البيطريين الذين يغطون حاجة الزبائن أصحاب الذبائح من أضاحٍ وغيرها والمأمول أن تبادر وزارة الشؤون البلدية والقروية ممثلة في أمانة العاصمة المقدسة إلى تصحيح هذه الصورة الشائهة وشكراً!

عكاظ / الأربعاء 12/12/1429هـ