فقد الأم مرتين

 عندما ودعت أمي لطيفة محمد صالح زمزمي هذه الدنيا قبل أشهر كانت وصاياها الأخيرة لنا موجهة تجاه أختنا رباب (أختكم رباب.. أختكم رباب.. أختكم رباب).. و لم نكن وقتها نعي أن أختنا رباب ستصبح بعد ذلك هي أمنا رباب...


فقد استشعرت أختنا رباب صالح جمال مسؤلية الأم الكبرى صاحبة البيت الكبير الجامع وبذلت كل ما في وسعها لملء الفراغ الذي تركته أمنا بعد رحيلها.. كانت تراعي كل أحد و تراعي كل التفاصيل و في كل المناسبات ليبدوا كل شيء كما تريده الوالدة و كما لو كانت موجودة يرحمها الله..

كانت تبذل من نفسها الكثير الكثير من أجل اسعادنا بينما هي تذوب من داخلها بسبب فقدها الوالدة فهي الوحيدة من بيننا التي لم تبرح بيت الوالدة و ظلت في صحبتها منذ ولادتها.. رحمهما الله

فكانت أحيانا تفصح عما يعصف بقلبها من عواصف الفقد و الحزن بسبب رحيل الوالدة وتجدد فقد الوالد #صالح_محمد_جمال يرحمهم الله جميعاً فتنشد الرحيم الرحمن عز وجل قائلةً: أشكو إليك أموراً أنت تعلمها** مالي على حملها صبرٌ و لا جلدُ

نجحت رحمة الله عليها في الحفاظ على بيت الوالدة عامراً جامعاً للأولاد و الأحفاد كما كان أيام الوالدة يرحمها الله و كما تمناه الوالد و اوصانا به يرحمه الله.. وكانت تتمسك بكل التفاصيل و ترفض التغيير و تقول هكذا تفعل الوالدة وهكذا تحب الوالدة.. رحمهم الله

وتمضي الأيام و الشهور لنفجع بوفاة أمنا من جديد.. أمنا رباب و لنعيش آلام الفقد من جديد رحلت عن دنيانا عجلة و تركتنا للحزن مرة أخرى.. نسأل الله أن يرحمها و يرضى عنها و يرفع مقامها في الجنة.. و ان يجبر كسر قلوبنا على فراقها  وإنا لله وإنا إليه راجعون

منقول من حساب د.فائز جمال على تويتر