الحياة الاجتماعية في مكة المكرمة
في كتاب «الحياة الاجتماعية بمكة المكرمة في عهد الملك عبدالعزيز آل سعود (1343 ــ 1373هــ / 1924-1953م)»، الحاصل على جائزة الملك عبدالعزيز للكتاب 2018ـ2019، توقفنا الباحثة الدكتورة إيمان بنت إبراهيم كيفي، أمام صور متعددة للحياة الاجتماعية بمكة المكرمة على مدى ثلاثة عقود، بدءا من دخول الملك عبدالعزيز ـ يرحمه الله ـ لمكة المكرمة، حتى وفاته عام 1373هــ.
والكتاب الذي جعلته الباحثة في خمسة فصول، يقول عنه المشرف على كرسي الملك سلمان بن عبدالعزيز لدراسات تاريخ مكة المكرمة، الأستاذ الدكتور عبدالله بن حسين الشريف، «في هذا الكتاب صورة عن طبيعة الحياة الاجتماعية في تلك المدة، ففيه الحديث عن العيد ورمضان في مكة، والأعراس والأفراح، والمآتم والأتراح».
وفي مقدمتها تشير الباحثة إلى أنه «في منتصف القرن الرابع عشر الهجري، في عهد الملك عبدالعزيز، شهدت مكة المكرمة كغيرها من مدن المملكة العربية السعودية تطورا كبيرا، وهجرات واسعة داخلية وخارجية، صاحبت تدفق الثروات النفطية، أدت إلى مزيد من الاختلاط السكاني، وإلى مزيد من التجانس والتمازج في العادات والتقاليد».
ووفقت الباحثة في توزيع فصول دراستها، حيث خصصت الفصل الأول للحديث عن عناصر السكان في مكة المكرمة، من خلال جزأين، الأول تناول التركيب السكاني في مكة المكرمة قبل العهد السعودي، والثاني تناول التغيرات السكانية بمكة المكرمة في عهد الملك عبدالعزيز، وفيه تناولت التحركات السكانية، وتقدير إحصاء السكان بمكة المكرمة وآثارهم السلبية والإيجابية، والعلاقات الأسرية وعناصر السكان في مجتمع مكة المكرمة.
وتطرقت الباحثة للحديث عن الأسرة وأساليب المعيشة في مكة المكرمة، من خلال تكوينها بـ»الخطبة والزواج، والإنجاب وتربية الأولاد، وارتباط الزوجين والطلاق»، كما تناولت مسكن الأسرة، وأساليب المعيشة، والتي شملت «الأطعمة والأشربة، والألبسة، والحلي والزينة».
ولم تغفل النشاط السكاني، فتناولت التجارة، والصناعة، والحرف المهنية، وأفردت جزءا للحديث عن أنشطة السكان في موسم الحج ، قائلة «مثلت مواسم الحج لمعظم سكان مكة المكرمة وما جاورها، مصدر رزقهم الرئيس، فقد كان لكل فرد من سكانها حرفته أو مهنته التي يسرها الله له في حياته».
وكما تناولت النشاط السكاني تناولت العادات والتقاليد، في الأعياد والأفراح والمواسم والمناسبات، كما تحدثت عن الأحزان والوفاة، وأساليب الترفيه، ومنها الخروج للمتنزهات والألعاب والأمثال العامية، موردة بعضا من هذه المتنزهات التي كانت تعرف بــ«البساتين».
واختتمت الباحثة دراستها بالحديث عن الحياة الدينية والعلمية في مكة المكرمة في عهد الملك عبدالعزيز، متناولة الحرم المكي ودوره الثقافي، والتعليم، ودور المرأة، وأشهر المكتبات، والصحف والمجلات.
واختتمت دراستها بالقول «إن المجتمع المكي يتكون من خليط سكاني، قد تمازج وتآلف وتقارب وتزاوج، وانصهر في البوتقة المكية، وذابت الفوارق، وأصبح مجتمعا موحدا يربطه الدين ومجاورة البيت الحرام وتعظيمه».
نقلا عن جريدة مكة ( الخميس / 23 / ذو الحجة / 1441 هـ )