رقم السبعة في الخلق وفي شعائر الحج

استوقفني أحد فصول ذلك الكتاب وكان حول (رقم السبعة في خلق الله..) حيث يستعرض الرقم 7 في كتاب الله وفي الكون وفي شعائر الحج والعمرة.. فرأيت أن اشرك القارئ في سياحة خفيفة حول الخلق والكون والانسان.

نبيلة حسني محجوب
ربما يستوقفك رقم 7 وأنت مستغرق في قراءة كتاب الله تعالى، فتتوقف، تفكر، وربما يستدعي عقلك العبادات والشعائر، تفكر، وتعود تقرأ مطمئنا، بأن هذا يدل على النظام، والحساب، وأن الخالق واحد سبحانه، أو أنك تلغي التفكير في هذه الأمور التي تظنها تشتيت للفكر، ومنا من يسرف في الخوف ويظن هذه الوقفات، من فعل إبليس، فيكثر من الاستعاذة بالله منه ومن أعوانه. مع أننا ندرك جيدا، أن آيات الكتاب تخاطب العقل، وتحرضه على التفكير، أفلا تتفكرون، أفلا تعقلون؟! لكن الخوف من وسوسة الشيطان يصرفنا عن تدبر كل هذا الجمال والترابط، والتشابه والتكرار، في أنفسنا وفي الآفاق وفي العبادات!

الحقيقة أني لم أصل إلى كل هذا، ولكنه جهد علمي، بذله العلماء على مر السنين، ووجد من جمعه، ورتبه في فصل من فصول كتاب جميل حصد الجائزة الأولى في معرض الشارقة الدولي للكتاب « أسرار الكون في القرآن» 400 صفحة من القطع الكبير، المؤلف د/ داود السعدي استوقفني أحد فصوله بعنوان «رقم السبعة في خلق الله تعالى» ص217 لأنه يستعرض رقم «7» في كتاب الله، وفي الكون، وفي شعائر الحج والعمرة.
فأحببت أن أشرك القارئ، في سياحة خفيفة، حول الخلق والكون والإنسان

ذلك «لأن العبادات، ومنها شعائر الحج، تحفل بنمطية مشابهة ومدهشة للعدد 7» كما يقول المؤلف، لذلك رأيت أنه موضوع مناسب، في مناسبة دينية، يجتمع لها الناس «من كل فج عميق» خلق الإنسان، روى القرطبي عن ابن عباس قوله: «رأيت الله أكثر ذكر السبع في القرآن، فذكر السماوات سبعا، والأرض سبعا، والطواف سبعا، والجمار سبعا، وما شاء الله من ذلك، خلق الإنسان من سبعة، من سلالة من طين، نطفة، علقة، مضغة، عظاما، لحما، « ثم أنشأناه خلقا آخر» المؤمنون.

وجعل رزقه في سبعة، «أنا صببنا الماء صبا.. ثم شققنا الأرض شقا.. فأنبتنا فيها حبا.. وعنبا وقضبا.. وزيتونا ونخلا.. وحدائق غلبا... وفاكهة وأبا»
أحوال الإنسان، جسمه يتكون من 7 أشياء: ذرة، جزيئه، جين، كروموسوم، خلية، نسيج، عضو. أطواره: وهي 7، جنين، طفل، شاب، كهل، شيخ، ميت، مبعوث.

مواضع سجوده، وهي سبعة: الجبين، اليدان، الركبتان، القدمان.
الحج والطواف: يطوف الحجاج، حول الكعبة، 7 مرات في كل طواف، والسعي بين الصفا والمروة سبعا.
رمي الجمرات: يرمي الحاج، عند رمي الجمرات، سبع جمار، وهي الحصاة الصغيرة.
الزمان : الأسبوع، من 7 أيام، وكلمة الأسبوع مشتقة من «السبعة»
الأرض تتكون من سبع قارات وسبعة محيطات أو أبحُر
غلاف الأرض الجوي «السماء» يتألف من سبع طبقات
يمر القمر، فيما نراه منه، في 7 مراحل، أو أطوار
توجد 7 كواكب سيارة، في المنظومة الشمسية، غير الأرض
السموات السبع، ولقد تكررت الآيات التي جاء فيها ذكر السموات السبع، وبهذا اللفظ، 7 مرات، في سبع آيات متفرقات، في كتاب الله.
جاء ذكر «السموات والأرض»، وبهذين اللفظين مقرونين معا، في كتاب الله تعالى، ومن غير ذكر للعدد 7 أو غيره، سبع مرات أيضا، في 7 آيات متفرقات.
المثاني السبع، «ولقد آتيناك سبعا من المثاني والقرآن العظيم» جاء في تفسير المثاني السبع خمسة أقوال أرجحها أنها سورة الفاتحة.
المسبحات السبع، ابتدأت سبع سور بالتسبيح لله تعالى، وهي : «الإسراء، الحديد، الحشر، الصف، الجمعة، التغابن، الأعلى»، كذلك جاء ذكر الفعل «يسبح» 7 مرات في 7 آيات، وجاءت كلمة «سبحانه» 14 مرة، أي 7×2، في كتاب الله
خلق السموات والأرض، خلقت في 6 أيام، أي حقب زمنية، أو أطوار.
يقول المؤلف : «لايمكن لأحد أن يماري في أهمية هذا التكرار المدهش، ومغزاه، فأن يكون هذا التكرار ناشئا عن المصادفة فأمر لايصدقه أحد، وإنه ليدل على النظام والحساب، وعلى صنع الصانع، وخلق الخالق، والقدرة القادرة، والتدبير المحكم الدقيق.» ص228
أنماط الحركة في الكون من الذرة إلى المجرة واحدة؛ تدور «الإلكترونات، حول نواة الذرة، في «7» مستويات مدارية متتالية، كما تدور حول نفسها من يسار ليمين، أي ضد اتجاه عقارب الساعة، هذه المدارات كمدارات الكواكب السيارة حول الشمس، والأرض تدور حول الشمس، وحول نفسها بالاتجاه نفسه، وكذلك دوران القمر، ودوران الكواكب السيارة الأخرى، وكذلك كل نجوم المجرة، كما أن المجرة نفسها تدور حول نفسها باعتبارها وحدة واحدة. والآن المهم هو هذه المحاكاة بين طواف الحج والكون، كما يقول المؤلف: «ولئن نحن وجدنا ذلك في الكون فإننا واجدون النمط والنظام نفسيهما في كل طواف لكل حاج، أو معتمر، سبعا في كل طواف، في مسارات دائرية للحجيج يلي بعضها بعضا، حول الكعبة من يسار ليمين.
إن طواف الحج، أو الاعتمار، يحكي حركات كل مافي الكون، من أصغر شيء إلى أكبره، وهو يشبه جموع الحجيج الغفيرة، في طوافهم لبيت الله الحرام بالمجرة العظيمة في شكلها، وحركاتها، واتجاهاتها، وبما فيها بما لايعد من النجوم، وهي تدور حول نفسها من يسار ليمين. أما طواف الحاج حول الكعبة، مرة واحدة في العام، يحكي دوران الأرض حول الشمس مرة واحدة في العام.
أما طوافه مرة واحدة حول الكعبة 7 مرات، فهو يحكي دوران الكواكب السيارة الأخرى حول الشمس. حج مبرور وسعي مشكور لكل من كتبه الله من الحاجين، وكل عام وأنتم بألف خير.
nabilamahjoob@yahoo.com