أبناء مكة وأندية جدة
هل ضاق الحال بأبناء مكة المكرمة في نادي الوحدة؟
لهذا يذهب رجال الأعمال من شباب القوم إلى مدينة جدة لتأكيد الحضور الشخصي أو البحث عن الشهرة أو هي الميول الواضحة والصريحة التي تقودهم إلى الهجرة الكروية إلى الساحل الغربي، ولعل من أتى بهذه البدعة الرياضية الجديدة هما الأخوان حازم اللحياني ومساعد الزويهري، إذ كان الاثنان معًا يتصدران المشهد في النادي المكي العريق، فالأول كان رئيسًا لنادي الوحدة، والآخر كان نائبًا للرئيس وانطلقا إلى مدينة جدة بعد خلاف مع ما يسمى متورثي النادي، إذ رحل مساعد صوب الأهلي، وحازم فضل الاتحاد وكان الرحيل بصفة إعلانات وعقود استثمارية.
وإن دخل أبو هليل إلى المعمعة وترأس النادي الملكي وحقق معه بإشراف طارق كيال ودعم كبير من قبل الأمير خالد بن عبدالله بن عبدالعزيز بطولة الدوري بعد طول غياب امتد لثلاثة عقود. ولعل من أسباب الغياب الطويل قطار التحكيم المحلي وبمساعدة نظام المربع غير المقنع أو المجدي في مرحلة من مراحل البطولة. وهذا الواقع من الهجرة حصل مع ماجد النفيعي الذي يقيم بمكة أيضًا وجاء ليرأس النادي الأهلي، وها هو التاريخ يعيد نفسه من جديد في نادي الاتحاد من خلال الأخ أنمار الحائلي الذي يسكن مدينة جدة ولكن أصوله مكاوية وغالبية أهله وأقاربه من هناك في حين أحمد كعكي نائب رئيس نادي الاتحاد لا يزال يحضر يوميًا من مكة المكرمة إلى عشقه في شارع الصحافة مثله مثل رئيس النادي الأهلي أحمد الصائغ الذي كانت ترسل له معاملات الأهلي حينما كان أمينًا عامًا للنادي إلى مكة حيث مقر عمله وسكنه وها هو الآن يرأس النادي.
والسؤال الذي يتحول بطريقة عكسية لماذا هرب أبناء جدة الأصليون من رجال الأعمال شبانًا عن ترؤس أي من الناديين وهل هم أكثر وعيًا وتصرفًا وإدراكًا بل لديهم قناعة شخصية بأن الأندية الرياضية مكلفة ماديًا واعتباريًا إذا ما فشل أي منهم في قيادة النادي وسط ترصد من الإعلام وبالأخص في نادي الاتحاد في السنوات الأخيرة أم الخوف من عقدة عدم تكرار نجاحات منصور البلوي الذي وضع دائمًا كواجهة ومقارنة لأي رئيس يأتي إلى الاتحاد؟!
وقبل الختام ثمة أسئلة كثيرة وملغمة صعبة الإجابة عليها إذا استمرت الهجرة الرياضية أو هجرة المناصب بين المدينتين اللتين كانتا صاحبتي الأحقية في تصدير هذه اللعبة قبل أكثر من ثمانين عامًا ولعل لهذا التحول استمرار ومزيد من الفرص القادمة.
نقلا عن صحيفة الرياضية