ماء زمزم وعناية الدولة به

برز اهتمام قيادة المملكة العربية السعودية بماء زمزم والعناية به منذ عهد الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود ـ يرحمه الله، إذ أمر عام 1345 هـ بإنشاء سبيل له، عرف بسبيل الملك عبدالعزيز، وفي عام 1346 هـ أمر بإنشاء سبيل ثان لسقيا زمزم، كما أمر في العام نفسه بإصلاح بئر زمزم وتنظيفها ووضع غطاء عليها.

وحينما أصدر الملك سعود بن عبدالعزيز أمره بتوسعة المطاف، تم الاستغناء عن استخدام الدلو عام 1383 هـ لجلب الماء من البئر واستبدل بالصنابير، وخفضت فوهة البئر أسفل المطاف في قبو عمقه (7.2م)، وأصبح النزول إلى فوهة البئر عبر درج منقسم إلى قسمين: أحدهما للرجال، والآخر للنساء، وفي عام 1399هـ صدر أمر الملك خالد بن عبدالعزيز ـ يرحمه الله ـ بتنظيف البئر، حيث تمت الاستعانة بغواصين مهرة، وفي عام 1400 هـ جرى تنظيف البئر وقياسها من اتجاهات عدة فاتضح أنها تتراوح بين 20.19 مترا و80.19 مترا.

وفي عام 1427هـ أصدر خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز ـ يرحمه الله ـ أمرا بإنشاء محطة تنقية مياه البئر ذات الرقم (1) للمحافظة على خصائص ماء زمزم، مع محطة ومصنع تعبئة وخطوط نقل ونظام تحكم ومراقبة وتخزين آلي ومرافق أخرى.

وفي 24 من رمضان عام 1431 هـ دشن مشروع الملك عبدالله بن عبدالعزيز لسقيا زمزم، بعد أن وافق على تسميته بهذا الاسم، كما أمر بإطلاق مشروعين، يختص الأول بتنظيف حاويات ماء زمزم آليا، والثاني بإعادة تصميمها لتفي بمتطلبات حماية المياه وانسيابيتها وسهولة الحصول عليها.

وبرز اهتمام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز ـ يحفظه الله ـ بماء زمزم، بصدور موافقته الكريمة على تنفيذ مشروع تأهيل بئر زمزم، باستكمال إنشاء عبارات الخدمات الخاصة بزمزم وعددها خمس عبارات من جهة المطاف الشرقي، ليصل عرض العبارات الإجمالي 8 أمتار وطولها 120 مترا.

واستكمال المرحلة الأخيرة من تعقيم ومعالجة البيئة الخاصة بالمناطق المحيطة ببئر زمزم من بواقي الخرسانات والحديد الخاص بقبو المسجد الحرام القديم، للتقليل من نسبة المواد الضارة بمصادر مياه زمزم قدر الإمكان، ووضع نوعية خاصة من البحص المعقم، وهو ذو نفاذية عالية للمياه، حيث يسمح بتدفق مصادر مياه زمزم للبئر بشكل أفضل وأعلى.

ولم ينحصر اهتمام الدولة في توفير ماء زمزم للحجاج داخل الحرم المكي الشريف، بل وصل الاهتمام بالعمل على توفير ماء زمزم للحجاج بمقار سكنهم بمكة المكرمة، من خلال الخدمات التي يقدمها مكتب الزمازمة الموحد الذي أنشئ عام 1403 هـ، ليتولى إيصال ماء زمزم لمقار سكن الحجاج بمكة المكرمة، منذ وصولهم حتى مغادرتهم لمكة المكرمة، عبر خطة عمل تشغيلية يتم تنفيذها وفقا لأعداد الحجاج ومواعيد قدومهم.

وحرص المكتب على إنشاء مركز تعبئة آلية لماء زمزم، على مساحة تقدر بأكثر من عشرة آلاف متر مربع، تم تصميمه وتنفيذه وفقا لمواصفات فنية معتمدة من مراكز أبحاث زمزم بهيئة المساحة الجيولوجية السعودية، ويتكون من خطي إنتاج وتعبئة لعبوات ماء زمزم سعة 20 لترا بطاقة إنتاجية تبلغ 2000 عبوة في الساعة الواحدة لكل خط إنتاج، ومنطقة تخزين وخدمات ومرافق.

نفلا عن صحيفة مكة