مبادرة طريق مكة.. خدمة الحجيج أولا

جهود المملكة لخدمة حجاج بيت الله الحرام لا يمكن أن ينكرها أحد، ولو حاول بعض الحاقدين ذلك فإنهم يعرضون أنفسهم للسخرية والتهكم من أمثالهم الذين يعلمون جيدا أن ما قامت به المملكة يفوق الوصف وليس هناك مجال للمزايدة حول هذا الموضوع، فالتوسعة السعودية هي الأكبر في التاريخ الإسلامي للحرمين الشريفين وما تم إنفاقه على المشاعر المقدسة يتجاوز مليارات الريالات وهو ليس منة لكنه شرف لهذه الدولة تعتز وتفتخر به على مر الأجيال، ومنذ أن وحد الملك عبدالعزيز ـ طيب الله ثراه ـ هذه البلاد وملوكها يتسابقون لرعاية حجاج بيت الله الحرام والسهر على راحتهم وتذليل كافة الصعاب والعقبات التي تعترض أداء نسكهم بيسر وسهولة حتى وصل الأمر أن من يحج هذا العام ويذهب العام الذي يليه يشاهد تغيرا كبيرا في المشاريع والمنجزات، وأصبحت مكة المكرمة شبكة هائلة من الأنفاق والكباري والطرق الحديثة خلاف القطارات التي تساعد قاصدي بيت الله الحرام على التحرك بكل سهولة ويسر، ولا يغيب عنا أيضا موضوع النظافة والذي يعتبر من الأمور المهمة التي أولتها الدولة أهمية كبيرة من خلال مشروع هو الأول من نوعه على مستوى العالم، حيث يتم شفط النفايات من خلال فتحات متعددة داخل الحرم إلى الخارج بمسافة تتجاوز 2 كيلو متر دون أن يشعر الحجاج والمعتمرون والمصلون بذلك بهدف عدم مضايقتهم أثناء تأديتهم عباداتهم، وما يتم أيضا من تجنيد كافة الطاقات الأمنية والصحية والإرشادية وغيرها أثناء المواسم للتيسير على عباد الله، كما أن الجهود الصحية في موسم الحج تفوق الوصف من خلال ما يتم تقديمه للمرضى من عمليات وأدوية وعلاج بالمجان خلاف الكثير من الخدمات التي يتم تقديمها لقاصدي الحرمين الشريفين ولا يتسع المجال لذكرها وهي شرف تفتخر به هذه الدولة وشعبها على مر الأجيال.

ذكرت أن الخدمات لا تنقطع بهدف التسهيل على الحجاج وفي كل عام تأتي مبادرة وتتطور سنة بعد أخرى لراحة زوار بيت الله الحرام ومن هذه المبادرات «طريق مكة»، حيث أطلقت وزارة الداخلية هذه المبادرة وهي إحدى مبادرات برنامج «خدمة ضيوف الرحمن» كأحد برامج رؤية السعودية 2030، والهادفة إلى الارتقاء بخدمات الحجاج وتسهيل إجراءات سفرهم لأداء فريضة الحج، وذلك من خلال إنهاء إجراءات الجوازات، والتحقق من توفر الاشتراطات الصحية، وترميز وفرز الأمتعة في مطارات الدول التي يغادر منها الحجاج من الدول التي انضمت للمبادرة.

ويستفيد من هذه المبادرة في موسم حج هذا العام 225 ألف حاج وحاجة من خمس دول انضمت إلى هذه المبادرة وهي: تونس وباكستان وبنغلاديش وإندونيسيا وماليزيا.

وسيتمكن حجاج هذه الدول من تجاوز إجراءات الجوازات والانتظار في المطارات السعودية والانتقال مباشرة إلى مقر السكن؛ لأنه تم الانتهاء من هذه الإجراءات في دولهم وتتولى الجهات الخدمية استلام أمتعتهم ونقلها إليهم في مقر السكن في مكة المكرمة. جهود عظيمة لا نبتغي منها إلا رضا المولى عز وجل هو حسبنا ونعم النصير.

المصدر : صحيفة اليوم الثلاثاء ٩ / ٠٧ / ٢٠١٩