مكة: مساجد شهدت أحداث السيرة النبوية
مكة المكرمة المدينة المقدسة لدى المسلمين، بها المسجد الحرام، الصلاة فيه بمائة ألف صلاة كما رواه البخاري ومسلم في الصحيحين. تحتضن هذه المدينة المقدسة العديد من المساجد، التي شهدت على أحداث وقعت مع النبي صلى الله عليه وسلم أثناء وجوده في مكة، أو دخوله اليها أثناء الفتح، نذكر منها: مسجد الجن نسبة للمكان الذي اجتمع فيه النبي صلى الله عليه وسلم مع نفر من الجن بالقرب من مقبرة المعلاة، وكان بصحبته الصحابي عبد الله بن مسعود رضي الله عنه. ومسجد البيعة الذي بناه أبو جعفر المنصور عام 144 من الهجرة في المكان الذي اجتمع فيه النبي صلى الله عليه وسلم مع الأنصار أسفل وادي منى، ومسجد الحديبية ويقع في الشميسي وحدثت فيه بيعة الرضوان وصلح الحديبية، ومسجد الراية الذي غرس فيه النبي صلى الله عليه وسلم رايته عند دخوله مكة ويقع في الجودرية شمال المسجد الحرام والذي بناه عبد الله بن عبيد الله العباسي ثم جدده الخليفة المستعصم، ومسجد انشقاق القمر والذي بني بعد حادثة انشقاق القمر فوق جبل أبي قبيس وغيرها.
سكن هذه المدينة المقدسة الكثير من الجاليات المسلمة التي جاءت من كل فج عميق تهفو أفئدتهم شوقاً إليها استجابةً لدعاء سيدنا إبراهيم عليه السلام بعد بنائه الكعبة المشرفة وقامت هذه الجاليات ببناء الكثير من المساجد المنتشرة في أحيائها. فعلى سبيل المثال، لازال في الذاكرة العديد منها في حي المسفلة بحكم النشأة والولادة، أذكر، منها: مسجد أبي بكر الصديق في زقاق البخارية ومسجد سيدنا حمزة بن عبد المطلب في الشارع الذي يحمل نفس الاسم ومسجد السيد حمود وكنا نذهب إليه عصر كل يوم لحفظ القرآن الكريم في شارع حمزة بن عبد المطلب، ومسجد الغريب في الهجلة بجوار قهوة باعيسي بالقرب من البازان ومسجد الخوندنة بجوار زقاق باجابر ومسجد القَرَميِ ومسجد الشودري ومسجد البئر المالح ومسجد محيميد وجميعها تقع في شارع الهجرة.
في شارع إبراهيم الخليل هناك الكثير من المساجد أذكر منها: مسجد وقف محمد حسين أمام زقاق بدر ومسجد البواب في سوق البرنو بالقرب من زقاق الدحلة، ومسجد سلامة الله ويقع في الزقاق الذي يحمل نفس الاسم، ومسجد الفارسي وكان موقعه قديماً بعد جسر المسفلة، ومسجد بن يعقوب أمام بستان البوقري، ومسجد القماش ومسجد مالم -دلايلو- في زقاق الجاوي ومسجد مالم موسى في البرحة التي تحمل نفس الاسم ومسجد مالم تعالي بجوار كبري المسفلة، وكلمة (مالم) تعني (عَالِم) بلغة قبيلة الهوسا في نيجيريا.
وبهذا تكون مكة المكرمة عاصمةً للمساجد التي شهدت أحداث السيرة النبوية. البعض من هذه المساجد لازال شاهداً على تاريخ هذه المدينة المقدسة والبعض الآخر تم إزالته بسبب وقوعه داخل مناطق توسعة الحرم الشريف والعناصر المرتبطة به .