عبدالرحمن وسليمان مؤمنة.. رحمكما الله
رحم الله الوجيه الشيخ عبدالرحمن مؤمنة رجل الأعمال، رئيس المجلس البلدي الأسبق، وعضو مجلس إدارة الغرفة التجارية في سنواتها الأولى من تاريخها العريق.. عضو مؤسسة عكاظ للصحافة والنشر سابقاً.
صاحب الريادة في إنشاء إحدى أقدم شركات المقاولات المتخصصة في الطرق قبل خمسين عاماً، ساهمت في شقِّ ورصف وفتح الطرق بمكة المكرمة وفي جنوب المملكة. كان مع الرواد من المقاولين، يُتابع عمله بنفسهِ، ويحرص على أن يفتح فرص عمل للشباب السعودي كمطلب أساسي في مشاريعه. كان مؤمناً بتشغيل أبناء المناطق التي تُفتح فيها الطرق، ويحرص على أن تكون الاستفادة عامة، كان داعماً ومسانداً للعلم، فابتعث العديد من أبناء عائلته للتعلُّم خارج المملكة. كان داعماً للرياضة، وكان حُبه وعشقه لنادي الوحدة، فكان داعماً ومسانداً له.
أُنتخب لعدة سنوات ودورات رئيساً للمجلس البلدي في مدينة جدة، وكان المجلس البلدي في عهده أكبر داعم ومساند لبداية عمل أمين مدينة جدة آنذاك معالي المرحوم محمد سعيد فارسي، وله دور كبير في تشجيع العمل الخاص، ودعم صغار المقاولين للنمو، وشق طريقهم. تخرَّج من مدرسة أول وزير للمالية في عهد الملك عبدالعزيز معالي الشيخ عبدالله السليمان، وكان ضمن مجموعة يعملون بالقرب من معاليه، حيث كان خاله الشيخ أحمد موصلي وكيلاً لوزارة المالية آنذاك، وهو رحمه الله آخر من كان على قيد الحياة من ضمن الرجال الذين عملوا حول الشيخ عبدالله السليمان. عرفته والداً وخالاً وأستاذاً علّمني دروساً في العمل الخاص مما لم أتعلمه في حياتي، علّمني بر الوالدين، فلم أرَ في حياتي باراً بوالديه مثله، وعلى وجه الخصوص باراً بوالدته والضعفاء من أسرته. عاش ثلاثة وتسعين عاماً، معظمها مليئة بالكفاح والعمل والإبداع، وآخرها معاناته مع المرض حتى أكرمه الله بأن يُدفن بمكة المكرمة، حيث مسقط رأسه بجوار شقيقه أستاذ البنوك والتمويل والمصرفية الأستاذ سليمان محمد مؤمنة، عميد المعهد المصرفي بمؤسسة النقد، وأحد مؤسسيه، والذي انتقل إلى رحمة الله قبل عشرة أيام. تزاملا رحمهما الله وهما صغار، وبينهما أقل من عام واحد في السن، وتوفيا سوياً وبينهما عشرة أيام، وتجاورا في القبر في مقابر المعلا، وبينهما متر واحد.
رحمهما الله وأسكنهما فسيح جناته، ورزقهما العفو والمغفرة. وعزائي لأبنائه وبناته ولأسرته ولمكة ولأهلها، وللمجلس البلدي بجدة والغرفة التجارية بجدة ولجميع رجال الأعمال.
المصدر : صحيفة المدينة