أكثر من مليار يتجهون إليها

بلادي ليست الأكثر شهرة بإنتاج النفط فحسب، لكنها اشتهرت بالأمن والأمان أكثر من شهرتها بالنفط. لقد حفظ الله هذه البلاد من الاستعمار الذي عم العديد من بلدان العالم العربي والإسلامي، وحفظها من التقلبات والانقلابات العسكرية التي وسعت بلداناً عديدة في العالم العربي من بلاد المغرب العربي إلى بغداد.

بلاد حفظها الله من غوغائيات المظاهرات وعنف الشوارع والسطو على الممتلكات العامة. يجبى لهذه البلاد ثمرات كل شئ فينعم قاطنوها ليس بالأمن والأمان فحسب وهو إحدى ركائز الاستقرار والتنمية بل بالأرزاق المتنوعة التي لا تنقطع على مدار العام ولا تتأثر بالمواسم والازدحام أو زيادة الحجاج والزوار والمعتمرين، فقد رزقها الله من عنده بنعم يصعب تعدادها، وعلينا أن نتوجه بشكر الله وحمده، فبالشكر تدوم النعم. يقول الله على لسان نبيه إبراهيم عليه السلام (وارزق أهله من الثمرات) فنسبهم إليه، وقال عز وجل (العاكف فيه والباد) فسوّى بينهما. وسيد البشر يقول (أهل مكة) فنسبهم اليها، ولم يخص أحداً بالذكر، فكل من رضي أن يكون من ساكنيها ممن هو فيها: فهو من أهلها. بلادنا تحتضن مكة قبلة المسلمين والمدينة المنورة مثوى الرسول العظيم.

فمكة حرم الله تعالى وفيها بيته ، جعلها الله مركز الأرض وقطب الرحى ومهوى الأفئدة وأول الحرمين وجعل مولد رسوله الكريم ومنشأه وبداية بعثته منها. هذه البلاد جعل الله فيها من الفضائل والمكارم ما لا يوجد في بلد آخر (خص الله الأنبياء والرسل عليهم السلام وخص من الأمان الكثير خص شهر رمضان وليلة القدر فيه وليلة الجمعة ويومها وساعة الإجابة فيها، والعشر من ذي الحجة وخص من المكان الحرمين الشريفين وبيت المقدس والمساجد من الأرض وخص في مكة الكعبة المشرفة والحَجر والحِجر، والمقام وزمزم) وفق ما أورده أ.د. خليل بن ابراهيم ملا خاطر في كتابه عن دار القبلة. وهناك كتاب آخر صدر عن نادي مكة الثقافي بعنوان (مكة.. تراتيل الروح) للأستاذ عبدالله بن أحمد بالعمش، وهذا الكتاب زينه بهذا الإهداء: إلى أجمل وأطهر بيت يتوسد شعاب مكة المكرمة الفارعة فتنفتح وردة التوبة وتشرئب غيمة الغفران لتستقبلها القلوب الظمأى بلهفة الإيمان، فتطوي قبلة الأرض مرافق جبينها الشامخ ... إليها أهدي (مكة.. تراتيل الروح).

وأختم بهذا الدعاء: اللهم احفظ هذه البلاد من كيد الكائدين وشر الظالمين والمؤذين الحاسدين واجعلها في أمن وأمان وسخاء ورخاء.