مكة قدوة العالم.. ولكن!!

لقد كان لبرنامج (كيف نكون قدوة؟) الذي أطلقه صاحب السمو الملكي مستشار خادم الحرمين الشريفين، أمير منطقة مكة المكرمة الأمير خالد الفيصل منذ سنوات أثر فاعل ومؤثر في تغيير الوجه الحضاري لمنطقة مكة المكرمة بما يتلاءم مع الرؤية الثاقبة لسموه في بناء الإنسان وتنمية المكان؛ لأنها أحدثت تطوراً اجتماعياً واقتصادياً وثقافياً وعمرانياً.

وفي دورته الثالثة الآن وهو بعنوان: "كيف نطور مدننا لخدمة الحج والعمرة"، تستعر المنافسة بمشاركة ١٠٠ جهة حكومية وأهلية لتقديم المبادرات التي تلبي طموحات القيادة الحكيمة في تقديم أرقى الخدمات للحجاج والمعتمرين.

وتحت شعار أطلقه نادي مكة الثقافي الأدبي: (مكة قدوة العالم) قام بتقديم مبادرات وبرامج لتكون مكة هي: الأنموذج والقدوة؛ فقدم العديد من الفعاليات واستضاف قامات ثقافية وأدبية فاعلة ومؤثرة ومنها: لقاء مع الشيخ صالح المغامسي بعنوان "وكذلك جعلناكم أمة وسطاً" والتي حضرها حوالي 500 شخص كأكبر حضور تاريخي في فعاليات النادي. كما قدم ندوة استثنائية بعنوان (الخدمات النوعية لمقدمي الخدمات للحجاج والمعتمرين) استضاف فيها معالي أمين العاصمة المقدسة المهندس محمد القويحص، ومعالي نائب وزير الحج والعمرة د. عبد الفتاح مشاط؛ فوزارة الحج والعمرة وأمانة العاصمة المقدسة هما أكثر الجهات المعنية بخدمات المعتمرين والحجاج. وقد أثلج صدور الحضور كل ما قُدم وطُرح من خدمات تقنية وتنظيمية لمكة المكرمة.

ومؤخراً استضاف النادي المدير التنفيذي لمشروع تعظيم البلد الحرام أ. د. طلال أبو النور في محاضرة قيِّمة وفي نفس السياق: (مكة قدوة العالم) قامت على عناصر فلسفية جميلة؛ فمن وجهة نظره: أن الجغرافيا تصنع التاريخ، وأصحاب الجغرافيا يقررون بأن المكان هو الثابت والإنسان هو المتغير، وفي ظل هذه المقولة وبين هذين الكيانين التاريخ والمكان نقف مع هذا الاسم العريق (مكة) فهي قدوة بالأماكن المقدسة؛ وهي قدوة متفردة بذاتها..

كما قام النادي بابتكار سبعة تطبيقات ذكية لخدمة الحجاج والمعتمرين عن طريق أحد أعضاء اللجنة المكلفة وهو الأستاذ عدنان الأحمدي ومنها: تطبيق (استخدام الواقع المعزز في خدمات الحجاج والمعتمرين في مكة) وتهدف إلى تسهيل أداء الحجاج والمعتمرين للعبادات وإرشادهم لمعالم مكة بتقنية مبتكرة. وكذلك تطبيق مرشدي مكة (At your Service) وهي لإرشاد الحجاج والمعتمرين وربطهم بالمتطوعين من مختلف الجهات، وكذلك مشروع: (محفظة مكة الإلكترونية) لتسهيل التعاملات المالية للحجاج والمعتمرين وحفظ أموالهم من السرقة والضياع، وجميع تلك التطبيقات تقوم على خدمات تقنية على الأجهزة الذكية.

ولكن النادي بإمكاناته المتواضعة لا يستطيع دعم تلك التطبيقات التي قد يكلف كل تطبيق فيها 100- 250 ألف ريال.. إذن فالأفكار الإبداعية موجودة ولكن الابتكارات تحتاج الى دعم مالي.

وحتماً هناك أفراد وجهات أخرى لديها الأفكار الإبداعية ولكن ينقصها الدعم المالي.. لذا أقترح أن تقوم (أمانة ملتقى مكة الثقافي) بالإشراف على عمل شراكات بين الجهات المبتكرة المنفذة، والجهات الممولة للمشاريع والمبادرات كالجهات الحكومية بوزارة الحج والعمرة والقطاع الخاص، ومسرعات الأعمال في غرفة مكة التجارية أو شركة وادي مكة لدعم تلك المبادرات مالياً.. فلا فائدة من مبادرات ابتكارية لا تجد طريقها للواقع لعدم وجود الدعم المالي لها!.

وربما نصل بهذا لتكون فعلاً مكة قدوة للعالم بنظمها وتقنياتها وإنسانها.

المصدر : صحيفة المدينة 1440/7/6هـ