وفاء الزمازمة
في أول اجتماع عقده مجلس إدارة مكتب الزمازمة الموحد بعد حله وإعادة تشكيله، اعتمد المجلس مقترح رئيس مجلس الإدارة الأستاذ عبدالهادي عبدالجليل زمزمي، بتسمية قاعة الاجتماعات الرئيسة بمركز التعبئة الآلي الجديد بمخطط الوسيق بمكة المكرمة، باسم الزمزمي الشيخ أحمد بن عباس زيني ـ يرحمه الله، واعتماد تسمية قاعتي الاستقبال الرئيسة وقاعة الاجتماعات الصغرى (تحت الإنشاء) باسمي الزمزمي المهندس عبدالله بن عبدالستار الدويري، والزمزمي الشيخ سليمان بن صالح أبوغلية تقديرا لجهودهم وعطائهم، ومثل هذا المقترح
والموافقة عليه أكد وفاء طائفة الزمازمة لمن سبقوهم من شيوخ للطائفة ورؤساء للمكتب، وحرصهم على أن يظل اسم الأعلام منهم متداولا بين الأجيال، وألا تغيب الأسماء كما تغيب الأجساد.
والشيخ أحمد زيني ـ يرحمه الله ـ لمن لا يعرفه، هو رجل أعمال معروف، تم تعيينه بعضوية مجلس إدارة مكتب الزمازمة الموحد، بناء على قرار أصدره وزير الحج ـ الأسبق ـ الدكتور فؤاد فارسي، وفي أول اجتماع عقد بعد اكتمال المجلس بالمنتخبين والمعينين، تم تنازل المهندس عبدالله الدويري عن ترشحه لرئاسة مجلس إدارة المكتب للشيخ أحمد زيني الذي تم اختياره بالإجماع رئيسا لمجلس الإدارة احتراما وتقديرا لسنه ومكانته الاجتماعية.
وتقديرا منه ـ يرحمه الله ـ للزمازمة وما يبذلونه من خدمات لضيوف الرحمن، وانخفاض العائد الذي يحصلون عليه، تكفل بشراء عمارة سكنية بمخطط زهرة كدي، وجعلها وقفا يعود ريعها لطائفة الزمازمة، لتساهم في دعمهم ومساعدتهم.
أما المهندس عبدالله الدويري، والذي كان من أوائل المؤسسين للمكتب، وشهد بداياته الأولى يوم كانت عملية التعبئة تتم يدويا ويوزع ماء زمزم في جوالين بلاستيكية، من خلال مراكز يجري إنشاؤها في موسم الحج، فقد شغل منصب رئيس مجلس الإدارة لعدة دورات بالتعيين والانتخاب.
وكان الشيخ سليمان أبوغلية من الذين ساهموا في وضع لبنات مركز التعبئة الآلي بالرصيفة، وتطوير معرض الزمازمة الدائم، وقد شغل منصب عضو مجلس الإدارة، ثم نائبا لرئيس مجلس الإدارة، فرئيسا للمجلس.
ولكل منهما دور بارز في تطور خدمات المكتب ووصوله إلى مراكز متقدمة في الخدمات المقدمة لضيوف الرحمن، والأداء المتميز.
وكنت آمل أن تقتدي بقية مؤسسات الطوافة بما أقدم عليه مكتب الزمازمة الموحد، ومؤسسة مطوفي حجاج تركيا ومسلمي أوروبا وأمريكا وأستراليا من قبل، والتي أطلقت اسم السيد جعفر شيخ جمل الليل ـ يرحمه الله ـ أول رئيس لمجلس إدارتها على قاعتها الكبرى، فكثير من منسوبي المؤسسات الحاليين يجهلون من هم أولئك الأعلام الذين ساهموا بجد واجتهاد في بروز مؤسساتهم، فمؤسسة مطوفي حجاج جنوب آسيا لا يعرف أحد حتى الآن أنها أطلقت اسم أحد أبرز أعلامها ورئيس مجلس إداراتها الأول السيد أحمد شيخ جمل الليل، على أي من قاعاتها، مثلها مثل مؤسسة مطوفي حجاج الدول الأفريقية غير العربية التي لا يعرف كثير من منسوبيها أن أول رئيس لمجلس إدارتها كان الشيخ عبدالعزيز خوقير، ومؤسسة مطوفي حجاج جنوب شرق آسيا التي كان اللواء متقاعد محمد علي أندقيري ـ يرحمه الله ـ أول رئيس لمجلس إدارتها.
أما مؤسسة مطوفي حجاج الدول العربية فالمؤسف أنها غيبت الأستاذ علي حسن أبوالعلا أول رئيس لمجلس إدارتها، فلم نره مدونا على قاعتها، كما غيبت مؤسسة مطوفي حجاج إيران الشيخ محمد علي أمان كأول رئيس لمجلس إدارة مؤسسة مطوفي حجاج إيران، فلم نعد نراه حتى على قاعة اجتماع مجلس الإدارة، مثله مثل الشيخ عبدالله غنام ـ يرحمه الله ـ رئيس الهيئة الابتدائية للمطوفين، وأحد أبرز مطوفي حجاج إيران، والذي غاب هو الآخر جسدا واسما داخل أروقة المؤسسة، فلم يعد كثيرون يعرفونه. فلماذا تبقى مؤسسات الطوافة مغيبة لأعلامها الأقدمين؟
وهل سنرى إعادة لإحياء أسماء من رحلوا ومن خدموا من أعلامها؟
المصدر : صحيفة مكة 1440/6/1هـ