مكانة المطوفين لدى الملك عبدالعزيز

الحديث عن الماضي لا يجعلنا نسير  في طرق البحث والتحقق لكل حدث سلبي أو ايجابي سجل به ، بل للاستفادة من كل موقف عاشه السابقون ، فهو دروس وعبر تنقل للأجيال ، وليس ذكريات لأيام ومواقف مضت  ، ليدرك أبناء الجيل الحالي أن الماضي بكل صعوباته كان جميلا .

والحديث عن الماضي بمكة المكرمة يوقفنا أمام العديد من الذكريات التي تحولت من قساوة وألم  الى سعادة وهناء ، ومنها ما سببته الحرب العالمية الثانية ، من أضرار على المكيين عامة والمطوفين خاصة ، نتيجة لتقلص أعداد الحجاج الى نحو ( 9.664 ) حاجا عام 1360 هـ / 1941 م ، كما أوضحت ذلك الدكتورة جوزي بنت محمد الفهد السبيعي في كتابها " الجوانب الانسانية في رعاية الملك عبدالعزيز للمطوفين " .

وتناولت الدكتورة جوزي الأضرار التي " ألقت بظلالها على العالم أجمع والأزمة الاقتصادية العالمية 1348 هـ / 1929 م " ، مشيرة الى تاثيراتها السلبية على " وارد وقدوم الحجاج فتقلص عدد الحجاج الى حد كبير ، فوصل في عام 1360 هـ / 1941 م ، الى 9.664 حاجا ، وهو عدد غير مسبوق في تدنيه بالمقارنة مع أعداد الحجاج في الأعوام التي سبقت هذا التاريخ وتراوحت ما بين 67 ألفا و63 ألف حاج وحاجة من حجاج الخارج " .

وقد استشعر الملك عبدالعزيز ـ رحمه الله ـ حجم  المعاناة التي ستصيب المطوفين جراء ذلك ، " فأمر وزير ماليته عبدالله السليمان ، باقتراض مبلغ من التجار تحت كفالة وزير المالية للمطوفين يبلغ مقداره 90.000 ريال سعودي ، وزعت تحت اشراف وزير المالية ، وشيخ طائفة المطوفين على النحو التالي :

المبلغ  | الجـــهـــة

35000  لمشايخ الجاوي ووكلائهم

30000  لمطوفي العرب والأجناس الأخرى

15000  لمطوفي الهنود

1000 للزمازمة

90.000  المجموع

 
وشكل هذا الموقف للملك عبدالعزيز تأكيد على مكانة المطوفين لديه ـ رحمه الله ـ ، لدورهم البرز في خدمة الحجيج ، وحرصه على أن ينالوا كافة حقوقهم حتى وان لم يأت حجاج .


خاص بقبلة الدنيا
الثلاثاء | 28 صفر 1440هـ