.. في «الحرمين الشريفين»

 

يختلف مفهوم الترفيه من شخص لآخر.. فهو أنواع قد تتباين بين كبير وصغير.. ورجل وامرأة.. مسافر ومقيم.. ومؤمن وغيره.. ومسلم أم آخر.. وقد كان عليه أفضل الصلاة والسلام يترقب ترفيه النفس والروح في كل صلاة.. فأضاف.. «وجعلت قرة عينى الصلاة». كما أنه يشغف بسماع الأذان والقرآن الكريم فيأمر بلالا رضى الله عنه قائلا: أرحنا بها يا بلال.

ومكة المكرمة مهبط الوحي والمدينة المنورة بيت دولة الإسلام الأولى لهما من الفضل في الروح والنفس ما يرفه عن أي مسلم مؤمن شغوف بالله ثم برسوله.. وقد قنن الله سبحانه وتعالى لهما الخير وجبي الثمرات ليجد الوافد والمقيم وسائل النعمة والراحة.. ثم إن خطة الرؤية وضعت في الحساب الاقتصادي استقبالهم لعدد 30 مليونا من المعتمرين والحجاج.. الأمر الذي يبين نعمة الله سبحانه وتعالى فيهما.. ويستوجب الإعداد لذلك.

ونعود لأوليات المشاريع ومشاريع الترفيه والأهمية الاقتصادية لنتأكد حكمة الله سبحانه وتعالى أن قيض لهذه البلاد ما قامت به الدولة السعودية، أعزها الله، في خدمة الحرمين الشريفين بما لم يسبقها فيه أحد منذ أن بدأ سيدنا إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام تعمير المسجد برفع قواعد البيت الحرام.. بيد أن ذلك يزيد من تطلعاتنا وتطلعات العالم الإسلامي لأن تكون سرعة استكمال توسعة مشاريع الحرمين الشريفين ومرافق مكة المكرمة والمدينة المنورة على يد وفي عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز.. واقع يسطره التاريخ بأحرف من «ألماس».. بينما أنها تباطأت أمام استثمارات حيث إنها تستوجب التفوق على ذلك دون خشية من ضرر ما دام الإيمان فينا بإذن الله.

وبينما تعودنا على منظر الحرمين الشريفين في أبهى الحلل.. فالوضع القائم وتدلي الأسلاك والأتربة حتى وإن كان بنسبة محدودة.

واستمرار غلق بعض الأبواب وحصر الدخول بتزاحم من باب أو آخر في أي منهما.. لا يتفق ولا يليق مع مقام كل منهما ولا يرضاه ولي الأمر يحفظه الله.

لن تفي الإدارة الروتينية غرض سرعة استكمال توسعة الحرمين الشريفين ومرافق المدينتين المقدستين شيئا.. ولن تتعارض الأوليات مهما تصاعدت فوق استكمال التوسعة والمرافق في هاتين المدينتين.. وفوق ذلك.. فإن أهمية المدينتين المقدستين تتلخص أنهما قلب الدولة النابض.. التي تستمد عزها من وحي ومهبط الوحي في هاتين البقعتين الطاهرتين.. وتجمع نصرها من خلال خدمتهما.. ويزداد أزرها باستكمال مرافقهما.. ويأتيها حب الله ودعمه من وراء التشرف بهما..

يراودني استكمال الرؤية في البقعتين المقدستين.. وتداعبني أحلامي.. لندخل الحرم ـ دائما ـ بإذن الله آمنين محلقين رؤوسنا مطمئنين عابدين حامدين شاكرين.. وهذا والله أحسن الترفيه.. وأقرب إلى الله ثم رسوله.. وعطر للنفس.. وراحة للفكر.. وأجر وثواب مقبول بإذن الله.
قال تعالى:
حرما آمنا تجبى إليه ثمرات كل شيء..
وقال: وإذ جعلنا البيت مثابة للناس وأمنا.
وقال: ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم..
صدق الله العظيم
إنه الترفيه عن «النفس» و«الروح»..
إنه العز.. والنصر «بإذن الله»..
إنه جبى الثمرات.. إسلاميا.. عربيا.. اقتصاديا
.. دوليا.. وكل شيء..
حيث إنها طاعة ربانية.. والله رب كل شيء.
وكما يقال: «فالعود للوطن أحمد»..

عكاظ 1438/7/20هـ