موقع مكاوي نموذج للشغف والعمل الواجب دعمه
احتفل موقع مكاوي هذا الشهر بمرور 15 عاما على تأسيسه، ولعلي أزعم بأنني ممن واكب مسيرة هذا الموقع المبارك ببركة مكة المكرمة منذ البدايات، ولعل ما جمعني بمؤسسه الصديق الأستاذ حسن مكاوي هو الشغف والحب الكبير لمكة ولكل ما يمت لها بصلة.
وشاء الله أن نجتمع هو وأنا ومجموعة من محبي مكة في مبادرة حب وشغف بمكة وأهلها وتراثها، هي (مبادرة معاد لتعزيز الهوية المكية والعناية بالآثار والمعالم التاريخية)، وهي مؤسسة مجتمع مدني تحت التأسيس انطلقت في 27 صفر من عام 1434هـ، والتي من بين أهدافها رصد وتوثيق والمحافظة على كل ما يتعلق بالهوية التاريخية والثقافية والاجتماعية والاقتصادية وإحياء الجوانب الإيجابية ونشرها في المجتمع المكي.
الأستاذ حسن ترجم شغفه وحبه لمكة بفعل إيجابي قل نظيره، فهو لم يكتف بالكلام عن حبه لمكة المكرمة كالكثيرين من محبي مكة ـ وأنا منهم - وإنما بادر إلى عمل يعبر عن هذا الحب، عمل يخدم مكة وأهلها من خلال رصد كل ما يتعلق بها وبتاريخها وبرجالها وتراثها، وإتاحته للناس في كل الدنيا.. فمكة شرفها الله هي قبلة الدنيا ومهوى أفئدة الناس من كل مكان.
وقد بدأ موقع مكاوي يراكم كما كبيرا جدا من المعلومات عن مكة المكرمة، من خلال رصد لكل ما يكتب عنها، وجمع كل ما يتعلق بها من كتب ونصوص وصور وأفلام، وسيصبح يوما ما مرجعا هاما لكل الباحثين عن مكة المكرمة وتاريخها وتراثها والحياة الاجتماعية فيها بإذن الله.
وبالإضافة إلى الموقع الافتراضي، وهو موقع مكاوي على شبكة الانترنت، أسس موقعا ملموسا هو متجر قبلة الدنيا يوفر من خلاله الكتب المتعلقة بمكة المكرمة
والملابس التراثية لأهلها.
وموقع مكاوي جمع ثلة من الشباب والكهول على حب مكة، وأتاح لهم فرصة التعبير عن حبهم وشغفهم بمكة بالعمل وليس بالكلام فقط، على قاعدة (اعملوا آل داود شكرا)، وانتهز الفرصة لتحيتهم جميعا والاعتراف بتضاؤلي أمام أعمالهم، وأسال الله أن يبارك في جهودهم ومؤازرتهم لمؤسس موقع مكاوي ومتجر قبلة الدنيا في خدمة مكة المكرمة.
ويحرص موقع مكاوي على التواجد في الفعاليات المختلفة داخل المملكة للتعريف بتاريخ مكة وتراثها، واتخذ شعارا له هو (أهل مكة أدرى بتراثها)، على وزن أهل مكة أدرى بشعابها. ووجهت له الدعوة للمشاركة في فعاليات خارج المملكة، فشارك عدة مرات لنفس الهدف، ولقيت مشاركات الموقع استحسانا كبيرا داخليا وخارجيا.
ودائما ما يتلقى الموقع ومؤسسه وصحبه الكرام من الثناء والدعم المعنوي الشيء الكثير، وأما الدعم المادي فهو لا يزال نزرا يسيرا.
قام هذا المشروع المبارك على مبادرة شخصية من مؤسسه، ويساعده في ذلك ثلة من أصدقائه المقربين ـ كما أسلفت -، ويتحملون في سبيل ذلك كل الأعباء المالية والعملية تطوعا، وحتى متجر قبلة الدنيا هو أقرب إلى أن يكون مؤسسة غير ربحية توجه أي فوائض تتحقق لخدمة الموقع.
ويتطلع مؤسس الموقع وصحبه إلى تحول مشروعهم إلى عمل مؤسسي مستدام، ولتحقيق ذلك هم في حاجة إلى دعم أصحاب المال والقائمين على الأوقاف بتقديم دعم سنوي ثابت، والمشاركة في رعاية وتمويل بعض مشاريعهم التوثيقية التي ستنطلق باكورتها قريبا بإذن الله.
وأنا بدوري أوجه الدعوة في مناسبة مرور 15 عاما على تأسيس الموقع، وقد ثبت نفعه - بعد الله - في خدمة مكة المكرمة، إلى أهل الثراء لدعم هذا المشروع المبارك، وكلي أمل في أن تحظى دعوتي بالاستجابة، كما حظيت دعوة والدي يرحمه الله إلى أهل الثراء قبل أكثر من 60 عاما باستجابتهم فتأسست جمعية البر في مكة المكرمة، أولى جمعيات البر في المملكة في عام 1371هـ والتي لا يزال عطاؤها في تدفق مستمر حتى اليوم، والحمد لله، وأجر مؤسسيها موصول إلى يوم القيامة بإذن الله.
فمكة تستحق من الجميع أكثر وأكثر..
فاللهم لا تحرمنا جوارك وارزقنا الأدب فيه.. ووفقنا لخدمته وخدمة أهله ووفده.
صحيفة مكة 1438/6/27هـ