التنمية السياحية في مكة
نائب رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني لقطاع المناطق الدكتور وليد الحميدي قال: إن مكة يقصدها أكثر من 12 مليون مسلم سنوياً بين معتمر وحاج.. وهناك شغف كبير للكثير منهم لزيارة مواقع التاريخ الإسلامي، والوقوف على تلك المواقع التي شهدت انبثاق النور وشعاع الدين، والتعرف على تراث مكة الحضاري، انتهى.
حديث الحميدي كان خلال الملتقى الأول للتنمية السياحية، وافتتحه وكيل إمارة مكة عدنان خوجة، حقيقة أتمنى أن يكون هذا الملتقى انطلاقة خير وبركة، حتى يتم تنشيط وإثراء الحركة السياحية في هذا البلد الطاهر، وهناك خطوات لتفعيل كثير من المسارات للعناية بالتاريخ وتجهيز المتاحف والمواقع الأثرية ومنها إطلاق موقع اكتشف مكة حتى يكون منصة إلكترونية لسياحة مكة، ومشروع مساري، ويُمثِّل المسار السياحي الأول لمواقع التاريخ في مهبط الوحي.
وهناك مجلس التنمية السياحية في العاصمة، فمكة جوهرة الحضارات شامخة بالحياة تتباهى بما تحويه من معالم مزينة بعبق الماضي، وثقافتها أصيلة متنوعة، وهذا التنوع يحاكي سحرها المبهر، ومكة هي عاصمة المسلمين وقبلتهم من كل أنحاء العالم، ومهد نبي الرحمة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، وفيها نشأ، وبها بدأ رسالته الأولى، فمكة وسط العالم، ومن الأولى هذا الاهتمام بها وبتراثها وبتاريخها، والعناية بمواقعها التاريخية، وهذه الرؤية التي بدأت بها هيئة السياحة للاهتمام بتاريخية مكة خطوة تُشكر عليها، ولكن الأهم التنفيذ.. ونحن ننتظر حتى يتحقق ما نُردِّده ونقوله عن صناعة السياحة في مكة.. والمسارات التي طرحها الملتقى تتمحور حول العناية بمواقع التاريخ الإسلامي، وتتمثل في إنشاء المتاحف والمواقع الأثرية والمحافظة على التراث العمراني وتنمية القرى التراثية، وتسجيل وحماية الآثار والبحث والتنقيب الأثري، وتنمية الحِرف والصناعات اليدوية، والتوعية والتعريف بالتراث الوطني، واستقطاب وتدريب الكوادر الوطنية وفعاليات التراث الحضاري.
لو تحققت هذه المسارات نكتفي بها، وهنا دور هيئة السياحة ليس بتبني هذه المسارات والبرامج، ولكن بتهيئة البيئة المناسبة لتنفيذ البرامج، فإنني أقول: إن التراث والنواحي التاريخية هو كل ما وصل إلى أمة من الأمم، فكل الأمم لها تراث عريق وتسعى إلى المحافظة عليه وليس هدمه وحذفه، فكل ما هو جديد يُبنَى على ما هو قديم، ولا يهدمه، وهذا هو أساس المعرفة وليس التراث فقط.. وأهمية التراث تكمن بأنه هو الذي يعطي لشعب من الشعوب، والتي بدورها تضع هذا الشعب في مصاف الشعوب التاريخية التي لها تاريخ عريق تحتفي به، والحقيقة بكل شفافية «سلطان بن سلمان» عمل نقلة حضارية للسياحة والتراث الوطني، والرجل عمل ونجح بكل المقاييس.
وفي النهاية، نأمل أن تتحقق كل المحاور التي ذُكرت في هذا الملتقى، حباً في هذه البلدة الطاهرة منبع الرسالات السماوية.
صحيفة المدينة 1438/4/24هـ