ظاهرة البياري !
بزغ اسمه بسرعة الصاروخ، حتى غدا أشهر من نار على علم في المجتمع الأسناني ، فبعد أن التصق اسمه بها، مؤسسا وقائدا، علت شهرته على شهرة الكلية التي يديرها!
الدكتور محمد بياري الذي اختلف حوله الكثيرون بين مادح وناقد، إلا أن حقيقة أنه صنع من كليته الناشئة اسما بارزا بين مثيلاتها أصعب من أن يُختلف حولها. وقد حدا هذا الأمر بموقع (سلايد شير) الشهير أن يكتب موضوعا بعنوان: (كيف تمكنت كلية ناشئة غير ربحية من تسجيل حضور عالمي؟)
منذ أن تعينت في الكلية قبل عامين ونصف، كنت من القلائل الذين لم يسبق لهم إطلاقا أن كتبوا عنه شيئا في وسائل التواصل الاجتماعي –التي تعد من مجالات اهتمامه الرئيسية- ربما خوفا من تهمة التزلف والنفاق، وربما خوفا من أن أظهر بمظهر المتناقض الذي ينتقد في السر ويمدح في العلن!
نعم كنت أنتقد جوانب سلبية لا يخلو منها أي عمل مهما كان عظيما، ولعل أهمها –برأيي- أن ثقافة النقد ومراجعة الأخطاء اندثرت وضاعت وسط زحام الانجازات والفعاليات والحضور الإعلامي الصاخب.
ولكنني اليوم وبعد أن ترجَّل البياري عن موقع القيادة، أجدني راغبا في أن أذكر شهادة أرجو أن تكون منصفة بحق رجل لم ينصفه مادحوه!
صنع البياري من أسنان أم القرى اسما لامعا، جعل الفخر يتلبس منسوبي UQUDENT، هذا الشعار الذي روج له البياري وفريقه ليكون Trade Name قابل للتسويق التجاري في المستقبل! فكرة قد تبدو شاذة في وسط جامعة حكومية عتيقة، وكانت تلك أبرز صفات البياري، حب الجديد وتشجيع وتبني الأفكار الإبداعية مهما كانت شاطحة !
محمد بياري هو النموذج الواضح لأسلوب الإدارة الهجومية –على حد وصف القصيبي رحمه الله- حيث المبادرة والحزم وسرعة الإنجاز، وحيث التقييم للنتائج فقط، وحيث البحث عن أقصر الطرق وأنجحها للوصول للهدف المنشود.
طَموح للحد الذي تجاوز حدود عمادة كلية. قوي للحد الذي لم يتح لغيره بأن يشترك بفعالية في القيادة.
في العلاقات العامة والإعلام مدرسة يُستفاد منها، وأول من فعل واستفاد وقلّد هم منتقدوه وناعتوه بعاشق الShow والفلاشات!
الآن وبعد أن قضى أكثر من ست سنوات عميدا للكلية، حان وقت تجديد الدماء وإتاحة الفرصة لوجوه جديدة، على أمل أن تحافظ على المكتسبات والمنجزات وتبني عليها للانطلاق لآفاق وطموحات عالية، وحان الوقت أيضا لأن يُستفاد من طاقة القيادي الطموح والإداري القوي محمد بياري في موقع آخر في أم القرى، الجامعة والمدينة.
أخيرا هنيئا للبياري ولكل من مر من مكان وترك فيه أثرا أعمق من أن يُمحى على مر السنين، ونسأل الله أن يجعله ويجعلنا ممن ترك علما وعملا يُنتفع به.
بقلم : حسن محمد قاضي | خاص بموقع قبلة الدنيا | تم النشر في 1438/1/30هـ .