يوم وطني في أيام الحج
يصادف هذا العام أن يحل اليوم الوطني ضيفا على أيام الحج، لذلك سأعرج على بداية هذه العلاقة، التي استمرت منذ دخول الملك عبدالعزيز وجيشه مكة إلى أن أصبحت المملكة راعية وخادمة لأكبر تجمع بشري “سنوي” في العالم، حيث تكشف إحصاءات موثقة أن معدل الحجاج يتراوح بين مليونين إلى ثلاثة ملايين حاج، يخدمهم ما يقارب 239 ألفا من العاملين في مختلف القطاعات.
وكان أول حج في عهد الدولة السعودية الثالثة عام 1343 للهجرة الموافق 1925 للميلاد ، حينها حذرت بريطانيا المسلمين في الدول المستعمرة من السفر إلى الحج، وأخافتهم من خطر المجاعة أو مهاجمة قوات الشريف علي -المحاصَرة في جدة- لهم. فما كان من الملك عبدالعزيز إلا أن نشر بيانا في جريدة أم القرى، أُرسلت منه نسخ لكل الأقطار، افتتحه بقوله: «من سلطان نجد عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل السعود إلى كافة إخواننا المسلمين في أقاصي الأرض وأدانيها. نحمد إليكم الله الذي لا إله إلا هو، ونصلي ونسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه، ونستفتح بالذي هو خير، وبعد، فلقد منّ الله علينا وأمدنا بعنايته في دخول هذه البلاد المقدسة»،
وجاء فيه: «إننا نرحب ونبتهج بقدوم وفود حجاج بيت الله الحرام من كافة المسلمين في موسم هذه السنة، ونتكفل بحول الله بتأمين راحتهم، والمحافظة على حقوقهم، وتسهيل أمر سفرهم».
صحيفة الشرق 1436/12/9هـ