حارس الحجر الأسود وتنظيم استلامه

منذ مدة وأنا أنتظر أن يسترعي وضع استلام الحجر الأسود اهتمام المسؤولين عن تنظيم الحركة في المسجد الحرام بالقدْر الذي يجعل عملية استلامه منظمة على مدار الساعة وبما يمنع مظاهر الغلظة والاستقواء من بعض الطائفين على ضعفائهم.

إذ إن الملاحظ أن التنظيم يتم بشكل متقطّع ولا يتم إلاّ خارج مواسم الحج والعمرة وهو تنظيم جيد يُمكّن الراغبين في استلام الحجر القيام بذلك دون إيذاء الآخرين، ويقسّم الوقت بين الرجال والنساء، ويُظهر عملية الاستلام بشكل حضاري مهذّب عكس ما هو حاصل غالب الوقت..فالمشاهد والواقع الذي تعكسه كاميرات التصوير على قناة القرآن الكريم عند الحجر الأسود هو تدافع ومزاحمة للحد الذي يجعل الحشد المقابل للحجر يتحرك كالموج بين مد وجزر.

والسؤال لماذا لا يتم التنظيم بشكل مستمر بما يمنع التدافع ويفرض الوقار في رحاب بيت الله العتيق؟ولماذا لا يتم وضع حواجز لتنظيم حركة الراغبين في استلام الحجر وزيادة عدد المنظمين؟إن المشاهد أن حارس الحجر الأسود -إن صح وصفه بذلك - وهو الجندي الذي يقف بجواره من جهة باب الكعبة يظل واقفاً دون حراك أمام التدافع والغلظة التي يمارسها البعض..وهو إن كان قادرا على فض اشتباك البعض عند الحجر، فإنه بحكم موقعه غير قادر على منع من يتعمدون دفع الناس من خلفهم ومزاحمتهم أمام الحجر، ولا من يعتلون الشاذروان المجاور للحجر الأسود من جهة الركن اليماني ويزاحمون الناس بطريقة فجة لأنه لا يراهم.

ولذلك فإنني أضع تحت أنظار معالي رئيس شؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الشيخ عبدالرحمن السديس وفقه الله اقتراحا وهو أن يتم تكليف متخصصين في إدارة الحركة والحشود وفي السلوك للقيام بدراسة الحركة التي تتم عند الحجر الأسود وسلوكيات الطائفين الذين يتعمدون التدافع والمزاحمة، وذلك من خلال مراجعة أفلام تصوير المطاف وحركة الطائفين على مدار أعوام ومواسم عديدة ليلاً ونهارا، ورصد سلوكيات الناس بما في ذلك الفترات القصيرة التي يتم فيها تنظيم الحركة والاستلام كتجارب للتنظيم.
وبناءً على نتائج الدراسة العلمية المقترحة يتم وضع تنظيم خاص باستلام الحجر وعلى مدار المواسم والأيام والساعات، والتي من المتوقع أن تتضمن وضع حواجز ثابتة وتعيين عدد كاف من المنظمين للحركة لاستلام الحجر.

وفي كل الأحوال أرى أن إضافة حارس آخر للحارس الحالي من الجهة الثانية للحجر من جهة الركن اليماني سيمنع اعتلاء الشاذروان ويساعد على تنظيم صفوف الراغبين في استلام الحجر، وأن إضافة حاجز ثابت على بُعد متر وبزاوية 90 درجة موازٍ للكعبة أمام الحجر سوف يمنع من يقفزون ويعتلون ظهور الناس من الجهة المقابلة للحجر.
والله ولي التوفيق.

صحيفة مكة 1436/9/19هـ