بمناسبة الإسراء والمعراج
أجد هذه المناسبة فرصة للتذكير بأن فكرة اليوم العالمي للتعريف بسيدنا ورسولنا محمد بكل اللغات الممكنة يجب أن تعزز. إن حادثة نشر الرسوم المسيئة لنبينا محمد ربما كانت سبباً لتحريك يقظة بعض الغافلين عن سنة نبينا محمد، بل إنها أوقدت بذرة الحب العميق في نفوس المسلمين فأحيوا سنته وعبروا عن شجونهم بكلمات ومقالات مؤثرة وظهرت العديد من قصائد المديح النبوي من كل حدب وصوب، بل إن هذه الرسوم المسيئة كانت سبباً في توحيد قلوب المسلمين وهو هدف ما كان يهدف المسيئون إليه في تحقيقه، ومع ذلك فلعل المجتمع الإسلامي وعبر الوسائل الدبلوماسية يستصدرون التشريعات التي تحرم المساس بالأنبياء والرسل وتجرم أي فعل من هذا القبيل واليهود استطاعوا ان يظفروا بالتشريعات التي تحميهم من الإساءة إلى السامية.
اتفق مع كل من يدعو لنصرة نبينا محمد واختلف مع الأداة التي تستخدم كردود الأفعال الغاضبة أو التعبير عن الحب لسيد الأنبياء من خلال العنف أياً كان شكله.
نحن ليس في وسعنا منع الآخرين من ممارسة ما يعتقدون أنه حرية رأي إلا أن ممارساتنا الغاضبة لا تجدي نفعاً وعلينا أن نفكر في أنفسنا لنجد أن أمامنا خيارات عديدة يلزم أن نذكّر أنفسنا بها في سياق هذا الحديث ومنها: يلزمنا أولاً أن نكون على يقين تام أننا نحن المسلمين ليس في أقوالنا وأفعالنا ما يسيء إلى نبي هذه الأمة وأننا ملتزمون بسنته ونسير على هديه، الأمر الآخر أن نكون قدوة لغيرنا ولعل من الأنسب ان يبدأ الانسان بنفسه..
ثم التسلح بسلاح العلم والمعرفة وتعريف الآخر بأننا وديننا لا يكمل إلا بالإعتراف بالديانات السماوية الأخرى والأنبياء والرسل عليهم السلام.
إن من يسترجع التاريخ النبوي يجد أن سيد الخلق تعرَّض لكثير من الأذى ومنهم رأس المنافقين ابن أبي سلول ومع ذلك صلى النبي عليه عند وفاته وكفنه بقميصه الشريف ووضعه على فخذه الشريف ودلاه في قبره، وقصص أخرى عديدة منها معاودته لجاره اليهودي رغم ما كان يصدر منه من أذى وغير ذلك من المرويات التي تؤكد سماحة هذا الدين.
وفي الختام أنصح نفسي والآخرين بأن نجعل كثرة الصلاة والسلام على رسوله وحبيبه سيد الأنام ديدننا لأنها من أعظم القرب الموصلة إلى رضاه ومحبته وهي السبب في استنارة القلوب وتطهيرها من دنس الذنوب وهي الوسيلة للوصول إلى كل المطلوب والحصن الحصين لكل ماهو مرغوب.
المدينة 1436/7/23هـ