سيري .. إلى الأمام

 

تأسست جمعية البر بمكة المكرمة كأول جمعية خيرية مسجلة تسجيلا رسميا في عام 1371هـ وبذلك أصبح عمرها الآن خمسة وستين عاما من البذل والعطاء والخير.

وكنت متابعا لمناشط الجمعية خلال رئاسة أستاذنا الصحفي الرائد صالح محمد جمال لمجلس إدارتها فلما توفاه الله خشيت على تلك الشجرة اليانعة من أن تذبل من بعده ولكن الله قيض لها من يواصل رعايتها وسقياها حتى أصبحت دوحة ذات ظلال وثمار عندما تولاها نفر من الأخيار كان آخرهم في رئاسة مجلس إدارتها الدكتور طارق صالح جمال وبه كان يكنى أستاذنا الراحل أبو طارق، الذي يعتبر من أشهر الأطباء السعوديين في مجاله ولكنه قرر بعد تقاعده من عمله الرسمي في الجامعة أن يفرغ جل وقته لجمعية البر وقد حضرت من قبل احتفالها باليوبيل الذهبي بمناسبة مرور خمسين عاما على إنشائها وأرجو الله أن يطيل في عمري ويبارك في صحتي ويحسن من عملي حتى أشهد الاحتفال بيوبيلها الماسي عندما يبلغ عمرها بعد عشر سنوات خمسة وسبعين عاما وما ذلك على الله بعزيز!.وقد تابعت ما أثير من لغط حول الجمعية ونشاطها والعاملين فيها، فوجدت أن معظم ما دار كان قائما على القيل والقال وعدم التبين والتثبت، بل إن بعض ما جرى من حوار حول نشاط الجمعية لم يكن لائقا من حيث الألفاظ وإلقاء التهم جزافا ومحاولة الإدانة وغير ذلك من الوسائل التي لا توصل أي حوار إلى نتائج إيجابية.

أما ما أعلمه عن نشاط للجمعية فهو أنها تقدم المساكن المجانية لمن يستحقها وتقدم القروض المسيرة التسديد وبلا فوائد لمن يطرق بابها وتعرف عن أحواله وتوزع عشرات الآلاف من سلال الغذاء للأسر الفقيرة وترعى أيتاما وتحفز المتفوقين منهم بالجوائز ولم تزل تحظى بثقة الداعمين من الموسرين فتنفق على قدر ما يصلها من تبرعات وهبات ولست بصدد تزكية جمعية البر بمكة المكرمة والعاملين فيها،

فالقاعدة الإدارية تقول: من لا يعمل لا يخطئ ولكن من العدالة عدم التركيز على الأخطاء وإن قلت ونسيان الإنجازات وإن كثرت وقد قال الشاعر العربي من قبل «كفى المرء نبلا أن تعد معايبه» فلتسر قافلة الجمعية إلى الأمام .. على الدوام.

 

عكاظ 1436/7/18هـ