إنهم يفشلون انتخابات المطوفين

تحت عنوان «وزارة الحج وغبار الماضي» كتبت مقالا تناولت من خلاله نجاحات انتخابات مؤسسات الطوافة التي نظمتها وزارة الحج، وتحدثت عن الأوضاع التي سيسعى البعض من رؤساء وأعضاء مجالس الإدارات السابقين الذين أعيد انتخابهم لإفشالها بعد استبعاد من كانوا معهم بالقائمة في انتخابات القوائم، وحينها قال البعض إنني متشائم لا متفائل، ساع لإفشال العملية الانتخابية، لا داعم ومساند لها.

وها هي الحقائق تظهر والوقائع تبرز اليوم، بعد انتهاء احتفالات الفوز المرتبطة بحفلات العشاء المقامة لسعادة الرئيس ونائبه ومن معه من أعضاء مجلس الإدارة، تحولت المصلحة العامة إلى مصلحة خاصة يسعى زيد لتحقيقها وعمر للاستفادة منها، وتحول مطوفو المؤسسات ومطوفاتها إلى مجرد أرقام مدونة بسجلات دون أسماء محفوظة، وبات رئيس وأعضاء مجلس الإدارة هم المالكين الحقيقيين للمؤسسة ومقدراتها، ولعل السبب في ذلك التزام وزارة الحج الصمت تجاه ما حدث ويحدث وسيحدث داخل أروقة بعض المؤسسات التي لم يتم حتى اللحظة التوصل لبرنامج عمل يسير عليه مجلس الإدارة خلال الأربع سنوات القادمة كما نصت اللائحة، وهذا يعني في نظر البعض أن الوزارة أصبحت ساندا قويا لشخص أو أشخاص داخل أروقة بعض المؤسسات فمنحتهم الحق في التصرف كما يريدون، وحولت لائحتها الانتخابية إلى أرشيف الماضي، ولم تجعلها مرجعا قانونيا لأعمال المؤسسات.
وإن كان معالي وزير الحج الدكتور بندر الحجار قد أكد خلال لقائه برؤساء وأعضاء مجالس إدارات مؤسسات أرباب الطوائف على ضرورة العمل بروح الفريق الواحد، وعدم التفرد بالقرارات والشفافية وعدم تعتيم المشاهد، وعقد اجتماعات دورية مع مساهمي ومساهمات المؤسسات!

وهنا أسال إن كانت هذه هي تطلعات معاليه، فأين المؤسسات عنها؟، ولماذا بتنا نرى الغياب الواضح لبعض رؤساء وأعضاء مجالس الإدارات؟، حتى إن البعض من مطوفي المؤسسات لم يلتقوا بالأعضاء المعينين حتى الساعة، ولا يعرفون إن كانوا عاملين أم متعذرين، فكيف يكون اللقاء؟

وأستغرب يا معالي الوزير أن نطالب بمثل هذه اللقاءات وهناك مؤسسات نراها خالية على عروشها صباحا، ورئيسها ومن معه يتقاضون مكافآت تفرغ كلي، في حين نرى أخرى خلية نحل عاملة!

وقبل أن تضيع الجهود التي بذلت من قبل الوزارة ويتحول نجاحها إلى فشل بسبب سعي البعض من رؤساء وأعضاء مجالس الإدارات لإفشال الانتخابات الفردية، فإنني آمل من معاليكم أن يكون للوزارة تحرك عملي قوي، لا يجامل هذا، ولا يتحامل على ذاك، ويكفي ما عاناه البعض من المطوفين خلال السنوات الأربع الماضية من احتكار القوائم وتسلط أعضائها.

ولا يمكن للوزارة أن تحقق نجاحاتها وتبرز أعمالها في ظل وجود أشخاص يرون أنهم الأحق من غيرهم في إدارة شؤون المؤسسات، ولم يثبتوا حتى اللحظة أن من حق مطوفي المؤسسات ومطوفاتها الحضور والنقاش والسؤال وإبداء الرأي.

وختاما أقول يا معالي الوزير: لماذا فتحت بعض المؤسسات باب الترشح للمشاركة في العمل خلال موسم الحج وغابت أخرى؟ أليس في هذا دليل على أن هناك مؤسسات تسير وفقا للأنظمة واللوائح، وأخرى تسير بمزاجية رئيسها؟

 

صحيفة مكة 1436/7/16هـ