الحب الحقيقي لنادي الوحدة!

 

في مكة المكرمة نادٍ رياضي واحد فيه بقية من روح لم تزل تنبض في جنبيه هو نادي الوحدة ذو التاريخ العريق الممتد في عمق التاريخ الرياضي لنحو سبعة عقود ، ولذلك فإن أوضاع هذا النادي وما يمر به من ظروف لا يخلو منها مجلس مكي أو مناسبة ، حتى غدا كل مكي يعتبر نفسه وحداويا ولو أنه يشجع ناديا آخر في مدينة أو محافظة أخرى، ومع ذلك فإن من أسباب تخلف النادي عن الركب أن رجال الأعمال المكيين تخلوا عن تقديم دعم قوي له وإن قدموا شيئا من الدعم بين الحين والآخر فإن ما يقدمونه هو عبارة عن «مسكنات» خفيفة لا تعالج مشاكله معالجة جذرية ، ثم ابتلي النادي في بعض فتراته بإداريين لا يرون أحدا غير أنفسهم جديرين بإدارة النادي فإن حل محلهم غيرهم حاربوهم بكل ما لديهم من وسائل وأثروا على اللاعبين والمشجعين وربما الداعمين، فتسوء أحواله أكثر فإن تغيرت إدارته ولم يصلوا إلى مقاعد الإدارة استمروا في حربهم ضد أية إدارة تتولى أمر النادي فتكون النتيجة استمرار تراجع المستوى العام للنادي في معظم الألعاب وفي مقدمتها كرة القدم ونزوله إلى درجات أدنى في سلم المسابقات الرياضية، وقد وصلت إلى أسماع رعاية الشباب مثل هذه الأمور ولكنها لم تضع حدا لها، بل إن الرئيس الأسبق لنادي الوحدة الأستاذ علي داوود عبر بلغة يائسة قبل نحو عامين أمام الرئيس العام لرعاية الشباب سابقا عن وجود من يحارب إدارات النادي «أي إدارة كانت!» فإما أن يتولى المحاربون الإدارة وإلا فلن يريحوا من يتقلد الأمر، ولكن شيئا لم يتغير حيث ذهبت إدارة علي داوود وجاءت بعدها إدارة الثنائي المجتهد حازم اللحياني ومساعد الزويهري وقدما عدة ملايين للنادي حتى نافسا ما سبق أن قدمه الشيخ صالح كامل لإدارة علي داوود حيث دعم الشيخ كامل النادي بنحو ثلاثين مليون ريال في بحر عامين قبل أن يعتذر عن عدم الاستمرار في رئاسة مجلس أعضاء الشرف الوحداوي، ولكن الثنائي الجميل اضطر لترك إدارة الوحدة إلا أن ما يحسب لهما أنها قدما نموذجا جيدا لتعاون الإدارة السابقة مع الإدارة اللاحقة فها هما يثبتان حبهما للنادي حقا لا زعما ويلتفان حول إدارته الحالية ويدعوان إلى دعمها ماديا ومعنويا بل ويقدمان لها الدعم فيا ليت الآخرين يقتدون بهما إن كانوا محبين فعلا لنادي الوحدة!

 

عكاظ 1436/6/26هـ