مكة التي في روحي

ومن جلالها تغترف ..

عندما ألحت عليَ تجربة كتابة الرواية ، كنت واقعا تحت تأثير( تدوين) مدينتي مكة ، التي كنت أراها تتقاصي عما فتحت عيني عليه ، من حيث مظهريها المادي ، و الإنساني .

كانت - نتيجة استحقاقات تنموية لوفرة السبيعنيات الاقتصادية - تتقاصى بصورة تحدث غربة بين من اعتاد حتى التهامس مع الأشياء عن الأشياء والتاريخ والناس والمعجزة والقداسة والارتحالات والمحبة والمجاورة والفرح الطازج والأشواق الحميمة ، والانتماء لمكة فقط ، وفق نسق كوزومبوليتي ( متعدد الأعراق ومتنوع الثقافات ) بامتياز . شئ يشبه هذه الغربة مسني . فهجست بكتابة " تقول مكة التي في روحي " .

كمدينة من مدن التاريخ الهيابة التي لاتخلع شخصيتها بسذاجة ، وتؤمن أن تاريخ المدن المادي هو الذي يجعلها شاهدا على عراقتها .

صارت الفكرة تشتد عليَ إلحاحا كلما كانت شخصية مكة العمرانية تختلف ، وتكاد رائحتها القديمة تنأى بعيدا . بيقين عميق كنت أرى مكة المدينة الوحيدة في العالم التي لها رائحة . أو كأن روائح مدن العالم أجمع لا تتجمع إلا في مكة لتفضي إلى رائحة شديدة الخصوصية !!

هكذا كنت ، وهكذا قررت الذهاب إلى حقل مترع بالألغام اسمه ( الرواية ) .

.......................

المصدر : صفحة ا.محمود تراوري على الفيس بوك