خالد الفيصل وموعد متجدد مع التاريخ

«.. هنا مفتاح المجد، هنا عنوان العزة، هنا بوابة الكرامة، هنا خلاصة التاريخ، وهنا أنت تجتهد حفظك الله لرفعة مكة، وعمارة مكة، والعناية بمكة، ليرفع الله شأنك في الدنيا والآخرة»..


«ها هي مكة تناديك، وتحييك، وتعلق آمالها بعون الله فيك، وها هم أهل مكة أقبلوا حباً، وتسارعوا شوقاً، وتنافسوا إكراماً...»..


هذه كلمات اقتبستها من الكلمة التي ألقاها الدكتور ناصر بن مسفر الزهراني بين يدي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز رحمه الله، في حفل أهالي مكة بمناسبة توليه العرش ملكاً للمملكة العربية السعودية، لأضعها بين يدي مستشار خادم الحرمين الشريفين وأمير منطقة مكة المكرمة صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل بمناسبة إعادة توليه إمارة منطقة مكة المكرمة، وانتهز الفرصة لتهنئته بالثقة الملكية وبالشرف العظيم الذي منّ الله به عليه ليكون أميراً لأحب البلاد إليه سبحانه وتعالى.. أم القرى والمدائن.. وأسأل الله له التوفيق والسداد..


وبعد: فقد كان على أعلى سلم أولويات سموه عند توليه إمارة منطقة مكة المكرمة للمرة الأولى قبل ثماني سنوات – على ما أتذكر- ثلاثة ملفات هي: النقل العام، وتصحيح أوضاع المقيمين بشكل غير نظامي، وتطوير العشوائيات.


في النقل العام اعتمدت في عهده ميزانيات ضخمة للنقل العام في مكة وجدة ولكنها لا زالت في طور الدراسات في حين أن مشروع النقل العام في الرياض والذي اعتمد في وقت مقارب لهما بدأ مراحل التنفيذ منذ العام الماضي..


وفي تصحيح أوضاع المقيمين بشكل غير نظامي أنجز سموه في ولايته السابقة لإمارة المنطقة مدينة الإيواء وبدء تسوية أوضاع البرماويين..


وأما في تطوير العشوائيات فقد بقي عدد محدود منها مرتهناً لمحددات القطاع الخاص ولم يتم تفعيل بدائل التطوير الأخرى الموكولة للأمانات والبلديات.. وظلت العشوائيات تنمو ويزيد عددها..


وفي رأيي أن هذه الملفات من أهم وأخطر الملفات وأكثرها حيوية وتأثيراً على التنمية التي تشغل حيزاً كبيراً من اهتمامات سموه، لحد جعلها عنوانا لخطته الاستراتيجية للمنطقة وهو (بناء الإنسان وتنمية المكان).


ولكي تتحقق طموحات سموه في الملفات الثلاثة، أرى أن يوكل كل ملف من هذه الملفات لشخص مؤهل ومتحمس للإنجاز، ويعتبر أن الملف هو ملفه ومشروعه الأهم، وهو ما يسمى في أدبيات الإدارة بطل المشروع، ويُمنح كل بطل منهم صلاحيات مستمدة من صلاحيات سمو الأمير، وبالقدر الذي يمكنه من تحقيق إنجازات كبيرة وسريعة..


وإن جاز لي أن أضيف ملفا رابعا فهو ملف تعثر المشاريع، الذي أصبح من أكبر معوقات التقدم والتنمية في المنطقة، وأذكر مثالا بسيطا على ذلك هو تعثر وصلة الطريق الدائري الثالث ما بين الرصيفة ومسجد السيدة عائشة لأكثر من ثماني سنوات – ولا يزال - والتي تم افتتاح مرحلة منها قبل حوالي سنتين، ومرحلة ثانية قبل أشهر، وكلاهما لم تكتمل أعمالهما حتى الآن.. فحبذا إيكال هذه الملف أيضاً لشخص مؤهل ومتحمس للإنجاز ومرتبط بسموه..


ولعلي أختم برجاء تفعيل أول قرار استصدره في ولايته الأولى، وهو نقل إدارات المنطقة إلى داخل مدينة مكة المكرمة، فهو من القرارات التنموية المهمة وليس الإدارية فقط، وحبذا لو شمل ذلك مقر إقامة سمو أمير المنطقة.. والله ولي التوفيق.

صحيفة مكة 1436/5/4هـ