مكتبة مكة .. ومدرسة السيدة خديجة

.. بتاريخ يوم الأحد 25/5/1370هـ، نشرت جريدة «البلاد السعودية» بعددها 998 ما يلي: «تفضل حضرة صاحب الجلالة الملك فمنح الشيخ عباس قطان الأرض البيضاء المعروفة بدار السيدة خديجة (زوج النبي ــ صلى الله عليه وسلم) ــ رضي الله عنها ــ لإقامة مدرسة لتحفيظ القرآن الكريم على أنقاض الدار.

كما تفضل فمنحه أيضا المكان الذي ولد فيه الرسول الأعظم ــ صلى الله عليه وسلم ــ لبناء مكتبة ضخمة يؤمها رواد العلم وطلابه، ويشرع هذا الأسبوع بالبناء حسب التصميم الذي وضع لذلك».

وبتاريخ 25/1/1430هـ كتب صاحب الفضيلة الأستاذ الدكتور عبدالوهاب أبو سليمان عضو هيئة كبار العلماء في جريدتنا الغراء «عكاظ» ما يلي:«كانت هذه لفتة كريمة ومأثرة عظيمة من جلالة الملك عبدالعزيز ــ رحمه الله تعالى ــ في الحفاظ على إرث الأمة، مما يحسب له في موازين تعظيم الآثار النبوية، وإعطائها حقها الذي يفرضه انتسابها إلى سيد البشر ــ صلى الله عليه وسلم، اتخذت الخطوات الرسمية العملية لتحقيق هذه الرغبة الملكية الكريمة، فوثقت بالمحكمة الشرعية الكبرى بمكة المكرمة توثيقا شرعيا بالصك رقم 140 بالمجلد الرابع، تاريخ 25/6/1373هـ السجل 140، هذا فيما يخص موضع مولد النبي الشريف، وصدر أيضا صك من المحكمة الشرعية الكبرى بمكة المكرمة بخصوص وقفية دار أم المؤمنين السيدة خديجة ــ رضي الله عنها ــ كلاهما لدى رئيس المحكمة الشرعية الكبرى العلامة الفقيه فضيلة القاضي الشيخ عبدالله بن عمر بن دهيش رئيس المحكمة الشرعية الكبرى بمكة المكرمة، وصدق الصكان من قبل رئاسة القضاة.

وتقول مراجع المحكمة الشرعية بمكة المكرمة ما نصه:(لدي أنا عبدالله بن عمر بن دهيش رئيس المحكمة الشرعية الكبرى بمكة المكرمة حضر أمين ابن الشيخ عباس قطان الوكيل عن عمته المصونة فاطمة بنت يوسف قطان بموجب صك التوكيل..

وقرر على طريق الإنهاء قائلا: إن موكلتي المذكورة كانت تقدمت بطلب من الحكومة السنية السماح لها بإنشاء مكتبة بالموضع المعروف بمولد النبي ــ صلى الله عليه وسلم ــ بشعب علي بمحلة سوق الليل، الشهير في محله شهرة تامة تغني عن تحديده ووصفه، وبعد الإجراءات الرسمية صدر قرار الرئاسة برقم 525/ 23 في 14/4/1370هـ بالموافقة على الطلب المذكور لأنه عمل خيري، على أن يجري تسجيل الوقفية بالمحكمة الكبرى عند تمام البناء)».

وأنا أسأل بعد كل هذا: لو كان البناء لمدير بلدية أو رئيس مصلحة ــ أيا كان مستواه الوظيفي ــ أيجوز أن تمر هذه الأعوام ولا يتم تجديد المكتبة.. ولا بناء المدرسة إنفاذا للأحكام الشرعية والأوامر السامية؟!

السطر الأخير:قال الله تعالى: (يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله ولتنظر نفس ما قدمت لغد واتقوا الله إن الله خبير بما تعملون).

عكاظ 1436/4/15هـ