ليالي خديجة رضي الله عنها
أنوار مشرقة تصل الأرض بالسماء فينتشر في الكون الضياء ، إنها ليالي خديجة بنت خويلد رضي الله عنها حيث تتنزل الملائكة بالحب والسلام والنور ، في هدوء الليل والزوجان الحبيبان يسهران .. يتجاذبان أطراف الحديث ، ويتهامسان بعذب الكلام ، نزل ملك جميل حبيب كريم .. نزل بوحي السماء يطير في رحب الفضاء ، نزل جبريل أمين الوحي ، نزل على القلب الطاهر النقي الحي ، نزل جبريل في ليلة من ليالي خديجة ، وما أدراك ما خديجة ،، نور في الأرض ،، ونور في السماء ، تنشر الحب والخير والضياء في قلب كل من لقيها ، واتصل معها بسبب ..
كانت خديجة هي السند القوي والمحرك الخفي لدعوة النور في أرض قبلة الدنيا وسعادة الأرواح ، كانت السند ،، بمالها ،، بجاهها ،، بكمالها ،، بعقلها ،، بقلبها ،، بحبها ،، بروحها ،، وحين ارتجف قلب سيد الأكوان فوق جبل النور بغار حراء ،، قالت له ،، أنت على الحق ،، ولو كان الكون كله هناك ،، فأنا وقلبي وروحي وحبي وكل ما أملك ،، هنا ،، معك وبك يا رفيق الدرب ونور الحياة ومستقبلي وحياتي يا أعظم زوج في الدنيا ،، والله لن يخزيك الله أبدا . نزل جبريل في ليلة من ليالي الشتاء ،، وقبلة الدنيا في هجوع ، والكون في راحة وسبات ، نزل جبريل بسلام من رب السلام ،، لسيدة السلام .. في جلسة حب بين جبريل ورحمة الله للعالمين عليه الصلاة والسلام ، قال بصوت خافت وقد اقترب من الجسد الطاهر كثيرا ،، يا محمد ،، سوف تدخل عليك خديجة الآن بطبق من طعام ،، وقد كانت تعد لحبيبها طبقًا جميلاً لعشاء يلفه الود ويحضره الصفاء ،، سوف تدخل عليك خديجة فبلغها من الله السلام ، وبشرها ببيت في الجنة من قصب لا نصب فيه ولا وصب .
ما أعظمه من سلام ،، وما أعظمها من بشارة ،، وما أحلاها من زيارة ، إنها ليالي خديجة ، كلها نور ، كلها ضياء ، كلها سلام من رب السلام.
قبلة الدنيا ومركز الكون أرضها تتباهى على كل أرض ، لأن أقدام خديجة الطاهرة لامستها ، وجسد خديجة الطاهر يرقد في قلبها ،، رضي الله عنك يا سيدة الدنيا.
مقال خاص بموقع قبلة الدنيا | بقلم أ.حسن شاهين | نشر بتاريخ 1436/4/6هـ